لم يجد رسول اللَّه له كذبةً في قول، ولا خطلةً في فعل











لم يجد رسول اللَّه له کذبةً في قول، ولا خطلةً في فعل



کما أشار إلي ذلک بقوله: «وَمَا وَجَدَ لِي کَذْبَةً فِي قَوْلٍ، وَلَا خَطْلَةً فِي فِعْلٍ»؛ وذلک لما استمدّ من تربيته وسائر متمّمات الرياضة وأعراضها لاستيلاء قوّته العاقلة علي القوّتين الشهويّة والغضبيّة، وقهر نفسه الأمّارة الّتي هي مبدأ خطأ الأقوال وخطل الأفعال، حتّي حصلت له من ذلک ملکة في ترک الرذائل واجتناب المآثم والمعاصي، فصار له ذلک خلقاً وطبعاً، وقد نبّه عليه السلام علي منقبة عظيمة لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله لتکون تمهيداً لمنقبته، فقال: «ولقد قَرن اللَّهُ به مِن لَدُن أن کان فَطيماً أعظَمَ مَلکٍ مِن ملائِکتِه يَسلُکُ به طريقَ المَکارِمِ ومَحاسِنَ أخلاقِ العالَم لَيلَهُ ونَهارَه».

واقتران أمير المؤمنين به صلي الله عليه و آله إشارة إلي تولّيه بتربية نفسه القدسيّة بإفاضة العلوم ومکارم الأخلاق وسائر الطرق المؤدّية إلي اللَّه سبحانه من حين صغره بحسب حسن استعداد مزاجه وقوّة عقله الطفولي.