منزلته الخصيصة به











منزلته الخصيصة به



وأشار إليها بقوله: «وَالْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ»، أي: الخاصّة والمخصوصة به، وشرحها بقوله: «وضعني في حجره، وربّاني وأنا ولد» طفل صغير «يضمّني إلي صدره، ويکنفني»، أي يضمّني إلي کنفه وحضنه «في فراشه، ويمسّني جسده، ويشمّني عرفه»، أي ريحه الطيّب «وکان يمضغ الشي ء ثمّ يلقمنيه»، وهذا کلّه إشارة إلي عمق تربيته صلي الله عليه و آله وشدّة اهتمامه وقيامه بأمره، ويوضّحه ما رواه الطبري في تاريخه بإسناده إلي مجاهد بن جبر أبي الحجّاج - الحديث.[1] .

وقال العلّامة الکراجکي: وکان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يلي أکثر تربيته عليه السلام ويراعيه في نومه ويقظته، ويحمله علي صدره وکتفه، ويحبوه بألطافه وتحفه ويقول: «هذا أخي وسيفي وناصري ووصيّي».[2] .

وفي (شرح ابن أبي الحديد) عن الفضل بن عبّاس، قال: سألت أبي عن وُلد رسول اللَّه الذکور، أيّهم کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أشدّ حبّاً؟[3] فقال: عليّ بن أبي طالب، فقلت له: سألتک عن بنيه؟ فقال: إنّه کان أحبّ عليه من بنيه جميعاً وأرأف؛ ما رأيناه زايَلُه يوماً من الدهر منذ کان طفلاً إلّا أن يکون في سفر لخديجة، وما رأينا أباً أبرّ بابنٍ منه لعليّ، ولا ابناً أطوع لأبٍ من عليّ له.[4] .

وفيه أيضاً: عن جبير بن مُطعم، قال: قال أبي مطعم بن عدي لنا ونحن صبيان بمکّة: ألا ترون حبّ الغلام - يعني عليّاً - لمحمّد واتّباعه له دون أبيه!! واللّات والعُزّي لوددت أنّ ابني بفتيان بني نوفل جميعاً![5] .

وفيه أيضاً: عن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين عليه السلام، قال: سمعت زيداً أبي يقول: کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يمضغ اللحمة والتمرة حتّي تلين ويجعلهما في فم عليّ وهو صغير في حجره.[6] .







  1. قد تقدّم الحديث في هذا الفصل.
  2. کنز الفوائد 255:1.
  3. کذا في المصدر، والصواب: «حبّاً له».
  4. شرح ابن أبي الحديد 200:13 و 201.
  5. شرح ابن أبي الحديد 200:13 و 201.
  6. شرح ابن أبي الحديد 200:13 و 201.