اتّباع الأئمّة منهج أمير المؤمنين











اتّباع الأئمّة منهج أمير المؤمنين



في (الوسائل): قرأ رجل عند الإمام أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام حروفاً من القرآن ليس علي ما يقرؤه النّاس، فقال له الإمام عليه السلام: «مه مه، کفّ عن هذه القراءة، واقرأ کما يقرأ النّاس».[1] .

وقال عليه السلام - في جواب من سأله عن الترتيل في القرآن -: «اقرؤوا کما علمتم».[2] .

نستلخص ممّا مرّ آنفاً أنّ معني قول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ» أنّه عليه السلام کان حافظاً لآيات القرآن، وعالماً بناسخه ومنسوخه، وعامّه وخاصّه، وظاهره ومتشابهه، وأسباب نزوله وأحکامه... إلي غير ذلک من علوم القرآن الکريم.

ولهذا فإنّه عليه السلام تولّي جمعه بنفسه، متجشّماً أعباء هذه المهمّة الخطيرة الّتي لا يمکن لأحد أن يضطلع بها لوحده، ومن خلال هذه يتبيّن لنا أنّه لا يمکن فهم متشابهات القرآن ولا تفسير ظواهره بالشکل المطلوب دون عليّ عليه السلام وأبنائه المعصومين عليهم السلام، فهو و اولاده المعصومون عليهم السلام هم اهل الذکر، کما نطق به القرآن الکريم: «فاسألوا أهل الذکر إن کنتم لا تعلمون» و هم القرآن الناطق الذين تُفصح عن کلّ ما في الکتاب الکريم بنحو جليّ و تمام.







  1. وسائل الشيعة 821:4، والأخبار في ذلک متعدّدة ذکرها الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 821:4، فراجعه.
  2. المصدر المتقدّم.