لجنة توحيد المصاحف
قال أبو العالية: إنّهم جمعوا القرآن من مصحف اُبيّ بن کعب، فکان رجال يکتبون، ويملي عليهم اُبيّ بن کعب.[1] . وفي (فتح الباري) لابن حجر قال: وکأنّ ابتداء الأمر کان لزيد وسعيد حيث سأل عثمان: مَن أکتَبُ النّاس؟ قالوا: زيد، ثمّ قال: فأيّ النّاس أفصح؟ قالوا: سعيد، فقال: فليمل سعيد، وليکتب زيد.[2] . قال ابن حجر: ثمّ احتاجوا إلي من يساعدهم في الکتابة بحسب الحاجة إلي عدد المصاحف الّتي ترسل إلي الآفاق، فأضافوا إلي زيد من ذکر، ثمّ استظهروا باُبيّ بن کعب في الإملاء.[3] .
وأخيراً أسّس لجنة من أربعة من الصحابة: زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبداللَّه بن الزبير، وعبدالرحمن بن هشام، وکانت لزيد بن ثابت رئاستهم، لکن هؤلاء الأربعة لم يستطيعوا القيام بصميم الأمر، ومن ثمّ استعانوا باُبيّ بن کعب، ومالک بن أبي عامر، وکثير بن أفلج، وأنس بن مالک، وعبداللَّه بن عبّاس، ومصعب بن سعد، وعبداللَّه بن فطيمة إلي تمام الاثني عشر، وفي هذا الدور کانت رئاسة القوم مع اُبيّ بن کعب، فکان هو يملي عليهم ويکتب الآخرون.