مصحف عليّ يتوارثه أوصياؤه الأئمّة من بعده











مصحف عليّ يتوارثه أوصياؤه الأئمّة من بعده



لا يخفي أنّ مصحف عليّ بن أبي طالب عليه السلام مع تلک الخصوصيات من ذکر کلّ ما تحتاج إليه الاُمّة إلي يوم القيامة، وکونه مکتوباً بإملاء رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وخطّ عليّ عليه السلام، وأنّ فيه کلّ حدّ حتّي أرش الخدش، وفيه بيان الناسخ والمنسوخ، والمحکم والمتشابه، وأسباب النزول، لا يکون في أيدينا، بل يکون عند الأئمّة عليهم السلام من بعده عليه السلام، حتّي قيام قائمهم عجّل اللَّه فرجه، وسهّل اللَّه مخرجه، وفي الباب روايات نذکر بعضها:

1- ففي زمن عثمان، حيث اختلفت المصاحف، واُثيرت ضجّة بين المسلمين سأل طلحة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أن يخرج للنّاس مصحفه الّذي جمعه بعد وفاة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وأتي به إلي القوم فرفضوه، ثمّ قال طلحة: فأخبرني عمّا في يديک من القرآن، وتأويله، وعلم الحلال والحرام إلي من تدفعه ومن صاحبه بعدک؟

قال: «إلي الّذي أمرني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أن أدفعه إليه، وصيّي وأولي النّاس بعدي بالنّاس، ابني الحسن، ثمّ يدفعه ابني الحسن إلي ابني الحسين، ثمّ يصير إلي واحد بعد واحد من ولد الحسين حتّي يرد آخرهم علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حوضه، هم مع القرآن لا يفارقونه، والقرآن معهم لا يفارقهم» - الحديث.[1] .

2- و في (البحار): عن أبي ذرّ الغفاري رضي الله عنه، قال: إنّه لمّا توفّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله جمع عليّ عليه السلام القرآن، وجاء به إلي المهاجرين والأنصار، وعرضه عليهم، کما قد أوصاه بذلک رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فلمّا فتحه أبو بکر خرج في أوّل صفحة فتحها فضائح القول[2] فوثب عمر وقال: يا عليّ، أردده فلا حاجة لنا فيه، فأخذه عليّ عليه السلام وانصرف، ثمّ أحضروا زيد بن ثابت - وکان قارئاً للقرآن - فقال له عمر: إنّ عليّاً جاء بالقرآن وفيه فضائح... وقد رأينا أن نؤلّف القرآن... فأجابه زيد إلي ذلک، وساق الکلام إلي قوله: فلمّا استخلف عمر، سأل عليّاً عليه السلام أن يدفع إليهم القرآن... فقال: يا أبا الحسن، إن جئت بالقرآن الّذي کنت جئت به إلي أبي بکر حتّي نجمع عليه؟! فقال عليّ عليه السلام: «هيهات، إنّما جئت به إلي أبي بکر لتقوم الحجّة عليکم ولا تقولوا يوم القيامة إنّا کنا عن هذا غافلين، أو تقولوا ما جئتنا به، إنّ القرآن الّذي عندي لا يمسّه إلّا المطهّرون، والأوصياء من ولدي»، فقال عمر: فهل وقت لإظهاره معلوم؟ قال عليّ عليه السلام: «نعم، إذا قام القائم من ولدي يُظهره ويحمل النّاس عليه فتجري السنّة عليه».[3] .







  1. بحار الأنوار 42:92.
  2. هذا من تفسير القرآن وتأويله.
  3. البحار 43:92.