اوصاف مصحف عليّ











اوصاف مصحف عليّ



لا شک انّ مصحف عليّ عليه السلام کان مشتملاً علي جميع ما يحتاج اليه الاُمّة الي يوم القيامة. قال المحقّق الخبير الشيخ هادي معرفة امتاز مصحف عليّ عليه السلام بامور:

أوّلاً: بترتيبه الموضوع علي ترتيب النزول، الأوّل فالأوّل، في دقّة فائقة.

ثانياً: إثبات نصوص الکتاب کم هي من غير تحوير أو تغيير أو أن تشذّ منه کلمة أو آية.

ثالثاً: إثبات قراءته کما قرأه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حرفاً بحرف.

رابعاً: اشتماله علي توضيحات وبيان المناسبة الّتي استدعت نزول الآية، والمکان الّذي نزلت فيه، والساعة الّتي نزلت فيها، والأشخاص الذين نزلت فيهم.

خامساً: اشتماله علي الجوانب العامّة من الآيات، بحيث لا تخصّ زماناً ولا مکاناً ولا شخصاً خاصّاً، فهي تجري کما تجري الشمس والقمر، وهذا هو المقصود من التأويل - في قوله عليه السلام -: «ولقد جئتهم بالکتاب مشتملاً علي التأويل والتنزيل».[1] فالتنزيل هو المناسبة الّتي استدعت النزول، والتأويل هو بيان المجري العامّ.

کان مصحف عليّ عليه السلام مشتملاً علي کلّ هذه الدقائق الّتي أخذها عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من غير أن ينسي منها شيئاً، أو يشتبه عليه شي ء.[2] .

و في (تفسير البرهان والعيّاشي): عن سليم بن قيس الهلالي، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: «ما نزلت آية علي رسول اللَّه إلّا أقرأنيها وأملاها علَيّ فأکتبها بخطّي، وعلّمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحکمها ومتشابهها، ودعا اللَّه لي أن يعلّمني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من کتاب اللَّه، ولا علماً أملاه علَيّ فکتبته منذ دعا لي ما دعا» - الحديث.[3] .







  1. تفسير آلاء الرحمن 257:1.
  2. التمهيد 229:1.
  3. تفسير البرهان 16:1، وتفسير العيّاشي 14:1.