قوله في الخطبة القاصعة في موضعه من رسول اللَّه
«وَقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ، وَالْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ.[1] وَضَعَنِي فِي حِجْرِهِ وَأَ نَا ولدٌ (وليدٌ)، يَضُمُّنِي إِلَي صَدْرِهِ، وَيَکْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ، وَيُمِسُّنِي جَسَدَهُ، وَيُشِمُّنِي عَرْفَهُ.[2] وَکَانَ يَمْضَغُ الشَّيْ ءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ، وَمَا وَجَدَ لِي کَذْبَةً فِي قَوْلٍ، وَلَا خَطْلَةً[3] فِي فِعْلٍ. وَلَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ - صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم - مِنْ لَدُنْ أَنْ کَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَکٍ مِنْ مَلَائِکَتِهِ يَسْلُکُ بِهِ طَرِيقَ الْمَکَارِمِ، وَمَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ، لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ. وَلَقَدْ کُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ[4] أَثَرَ أُمِّهِ، يَرْفَعُ لِي فِي کُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً[5] وَيَأْمُرُنِي بِالاِقْتِدَاءِ بِهِ، وَلَقَدْ کَانَ يُجَاوِرُ فِي کُلِّ سَنَة بِحِرَاءَ[6] فَأَرَاهُ، وَلَا يَرَاهُ غَيْرِي. وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ وَخَدِيجَةَ وَأَ نَا ثَالِثُهُمَا. أَرَي نُورَ الْوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ، وَأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ. وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ[7] الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هذِهِ الرَّنَّةُ؟ فَقَالَ: «هذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ، إِنَّکَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ، وَتَرَي مَا أَرَي، إِلَّا أَ نَّکَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ، وَلکِنَّکَ لَوَزِيرٌ وَإِنَّکَ لَعَلَي خَيْرٍ» إلي آخر الخطبة.[8] .
نذکر هنا ما ذکره عليّ عليه السلام في الخطبة القاصعة حول موضعه من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وتربيته في حجره حيث قال: