قوله في الخطبة القاصعة في موضعه من رسول اللَّه











قوله في الخطبة القاصعة في موضعه من رسول اللَّه



نذکر هنا ما ذکره عليّ عليه السلام في الخطبة القاصعة حول موضعه من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وتربيته في حجره حيث قال:

«وَقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ، وَالْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ.[1] وَضَعَنِي فِي حِجْرِهِ وَأَ نَا ولدٌ (وليدٌ)، يَضُمُّنِي إِلَي صَدْرِهِ، وَيَکْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ، وَيُمِسُّنِي جَسَدَهُ، وَيُشِمُّنِي عَرْفَهُ.[2] وَکَانَ يَمْضَغُ الشَّيْ ءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ، وَمَا وَجَدَ لِي کَذْبَةً فِي قَوْلٍ، وَلَا خَطْلَةً[3] فِي فِعْلٍ. وَلَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ - صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم - مِنْ لَدُنْ أَنْ کَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَکٍ مِنْ مَلَائِکَتِهِ يَسْلُکُ بِهِ طَرِيقَ الْمَکَارِمِ، وَمَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ، لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ. وَلَقَدْ کُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ[4] أَثَرَ أُمِّهِ، يَرْفَعُ لِي فِي کُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً[5] وَيَأْمُرُنِي بِالاِقْتِدَاءِ بِهِ، وَلَقَدْ کَانَ يُجَاوِرُ فِي کُلِّ سَنَة بِحِرَاءَ[6] فَأَرَاهُ، وَلَا يَرَاهُ غَيْرِي. وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ وَخَدِيجَةَ وَأَ نَا ثَالِثُهُمَا. أَرَي نُورَ الْوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ، وَأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ. وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ[7] الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هذِهِ الرَّنَّةُ؟ فَقَالَ: «هذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ، إِنَّکَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ، وَتَرَي مَا أَرَي، إِلَّا أَ نَّکَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ، وَلکِنَّکَ لَوَزِيرٌ وَإِنَّکَ لَعَلَي خَيْرٍ» إلي آخر الخطبة.[8] .







  1. الخصيصة: الخاصّة.
  2. عرفه - بالفتح -: رائحته، وأکثر استعماله في الطيب.
  3. خطلة: الخطأ ينشأ من عدم الرؤية.
  4. الفصيل: ولد الناقة.
  5. عَلَماً: فضلاً ظاهراً.
  6. حراء: جبل قرب مکّة.
  7. رنة الشيطان: صوته.
  8. نهج البلاغة، الخطبة 192.