علم عليّ بالقرآن











علم عليّ بالقرآن



قال الشارح المعتزلي: اتّفق الکلّ علي أنّ عليّاً عليه السلام کان يحفظ القرآن علي عهد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، ولم يکن غيره يحفظه.[1] .

1- و في (تفسير البرهان والعيّاشي): عن سليم بن قيس، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: «ما نزلت آية علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلّا أقرأنيها وأملاها علَيّ فأکتبها بخطّي، وعلّمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحکمها ومتشابهها، ودعا اللَّه لي أن يعلّمني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من کتاب اللَّه، ولا علماً أملاه علَيّ، فکتبته منذ دعا لي ما دعا، وما ترک شيئاً علّمه اللَّه من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي کان أو لا يکون من طاعة أو معصية إلّا علّمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفاً واحداً، ثمّ وضع يده علي صدري ودعا اللَّه أن يملأ قلبي علماً وفهماً وحکمة ونوراً، لم أنس شيئاً، ولم يفتني شي ء لم أکتبه، فقلتُ: يا رسول اللَّه، أوَتخوّفتَ علَيّ النسيان فيما بعد؟ فقال: لستُ أتخوّف عليک نسياناً وجهلاً، وقد أخبرني ربّي أنّه قد استجاب لي فيک وفي شرکائک الذين يکونون من بعدک، فقلت: يا رسول اللَّه، ومن شرکائي من بعدي؟ قال: الذين قرنهم اللَّه بنفسه وبي، فقال: الأوصياء منّي إلي أن يردوا علَيّ الحوض کلّهم هادٍ مهتدٍ، لا يضرّهم من خذلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه، بهم تنصر اُمّتي، وبهم يمطرون، وبهم يدفع عنهم، وبهم استجاب دعاءهم، فقلت: يا رسول اللَّه، سمّهم لي؟ فقال: ابني هذا - ووضع يده علي رأس الحسن -، ثمّ ابني هذا - ووضع يده علي رأس الحسين -،...» - الحديث.[2] .

2- وروي القندوزي الحنفي، بسنده، قال: قال عليّ عليه السلام: «لو شئت لأوقرت من تفسير الفاتحة سبعين بعيراً».[3] .

3- ورواه أيضاً عن (المناقب)، قال: ولمّا أراد أهل الشام أن يجعلوا القرآن حکماً بصفّين، قال الإمام عليّ عليه السلام: «أنا القرآن الناطق».[4] .

4- ورواه أيضاً عن أبي الطفيل، قال: قال عليّ عليه السلام: «سلوني عن کتاب اللَّه، فإنّه ليس من آية إلّا وقد عرفت بليل نزلت أم نهار، أم في سهل أم في جبل».[5] .

5- وقال ابن مسعود: نزل القرآن علي سبعة أحرف له ظهر وبطن، وعند عليّ عليه السلام علم القرآن ظاهره وباطنه.[6] .

6- وفي (تفسير العيّاشي) و (بصائر الدرجات) للصفّار: عن الأصبغ بن نباتة، قال: لمّا قدم أمير المؤمنين عليه السلام الکوفة، صلّي بهم أربعين صباحاً يقرأ بهم «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَي»، فقال المنافقون: لا واللَّه ما يحسن ابن أبي طالب أن يقرأ القرآن، ولو أحسن أن يقرأ القرآن لقرأ بنا غير هذه السورة.

قال: فبلغ ذلک عليّاً عليه السلام، فقال: «ويل لهم إنّي لأعرف ناسخه من منسوخه، ومحکمه من متشابهه، وفصله من فصاله، وحروفه من معانيه، واللَّه ما من حرف نزل علي محمّد صلي الله عليه و آله إلّا إنّي أعرف فيمن اُنزل؟ وفي أيّ يوم؟ وفي أيّ موضع؟ ويل لهم أما يقرؤون: «إِنَّ هذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَي × صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَي»[7] و اللَّه عندي ورثتهما من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وورثها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من إبراهيم وموسي عليهماالسلام، ويل لهم. واللَّه أنا الّذي أنزل اللَّه فيّ: «وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ»[8] فإنّما کنّا عند رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فيخبرنا بالوحي فأعيه أنا ومن يعيه، فإذا خرجنا قالوا: ماذا قال آنفاً».[9] .







  1. شرح ابن أبي الحديد 27:1.
  2. تفسير البرهان 16:1، وتفسير العيّاشي 14:1.
  3. ينابيع المودّة: 65.
  4. المصدر المتقدّم: 69.
  5. المصدر المتقدّم: 70.
  6. المصدر المتقدّم: 70.
  7. سورة الأعلي: 18 و 19.
  8. سورة الحاقّة: 12.
  9. تفسير العيّاشي 14:1، بصائر الدرجات: 155، ح 3.