نظرة في الحديث











نظرة في الحديث



من الفضائل الخاصّة بعليّ عليه السلام قول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فيه: «عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ، لن يفترقا حتّي يردا علَيّ الحوض».[1] .

لقد کان عليّ عليه السلام منذ بداية نزول الوحي إلي جنب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، ولم يفارقه في حالة إلّا موارد بإذنه مثل ليلة المبيت، وغزوة تبوک، والبعث إلي اليمن، وکان ما زال حامياً وناصراً لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وحتّي لحظة وفاة رسول اللَّه کان رأسه صلي الله عليه و آله في حجره عليه السلام، فعلّمه ألف باب من العلم، ينفتح له من کلّ باب ألف باب، وکان طبيعيّاً أنّه أعلم النّاس بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بخصوصيّات الوحي من ساعات النزول ودقائقه، ومن أنّه نزل في الليل أو النهار، في السهل أو الجبل، في الحضر أو السفر، وعلي من، ولمن نزل، ويعلم ناسخه ومنسوخه، وعامّه وخاصّه، وظاهره ومتشابهه، وهو يعلم إعرابه وترتيب نزوله... خصوصاً أنّه صلي الله عليه و آله وصّاه بجمع القرآن حتّي لا يضيّعوه کما ضيّعت اليهود التوراة.

وأيضاً فقد أملاه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي عليّ عليه السلام وهو يکتبه، ودعا اللَّه تعالي له عليه السلام أن يعلّمه فهمه وحفظه، واستجاب اللَّه دعاءه صلي الله عليه و آله فصار عليه السلام حافظاً للقرآن، وعالماً بمفاهيمه.

وأدلّ دليل وشاهد علي ذلک حديث الثقلين قوله صلي الله عليه و آله: «إنّي تارک فيکم الثقلين: کتاب اللَّه، وعترتي»، فإنّ عليّاً عليه السلام جعل في هذا الحديث عدل القرآن.[2] ومع کلّ هذا هل يصلح أحد للإمامة والخلافة وإقامة أحکام القرآن والوحي بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وتفسيره غير عليّ عليه السلام؟

وعليّ هو الرکن الرکين للإسلام کما أنّ القرآن کذلک، وهو العارف بظاهر القرآن وباطنه، لذا ورد في (الکافي): بسنده، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: «ما يستطيع أحدٌ أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن کلّه، ظاهره وباطنه، غير الأوصياء».[3] .

و الاوصياء، عليّ عليه السلام أوّلهم و المهدي من هذه الامّة آخرهم، فروي الکليني قدس سره بسنده و عن بريد بن معاوية، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: «قُلْ کَفَي بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَکُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْکِتَابِ»؟[4] قال: «إيّانا عني، وعليّ أوّلنا، وأفضلنا، وخيرنا بعد النبيّ صلي الله عليه و آله».[5] .







  1. مستدرک الحاکم 124:3، کنز العمّال 603:11.
  2. ذکرناه في فصل (عليّ عليه السلام وحديث الثقلين)، فلاحظه.
  3. اُصول الکافي 228:1.
  4. سورة الرعد: 43.
  5. اُصول الکافي 229:1.