قول أبي جعفر استاذ ابن أبي الحديد











قول أبي جعفر استاذ ابن أبي الحديد



و نقل ابن أبي الحديد عن اُستاذه أبي جعفر نقيب البصرة، أنّه قال: «وإذا کان القرين مقتدياً بالقرين، فما ظنّک بالتربية والتثقيف الدهر الطويل، فواجب أن تکون أخلاق محمّد صلي الله عليه و آله کأخلاق أبي طالب أبيه، وتکون أخلاق عليّ عليه السلام کأخلاق أبي طالب أبيه، ومحمد صلي الله عليه و آله مربّيه، وأن يکون الکلّ شيمةً واحدةً وسوساً (أصلاً) واحداً، وطينة مشترکة، ونفساً غير منقسمة ولا متجزّئة، وألّا يکون بين بعض هؤلاء وبعض فرق ولا فضل، لولا أنّ اللَّه تعالي اختصّ محمّداً صلي الله عليه و آله برسالته، واصطفاه لوحيه لما يَعلَمُهُ من مصالح البريّة في ذلک، ومن أنّ اللطف به أکمل، والنفع بمکانه أتمّ وأعمّ، وإلي هذا المعني أشار بقوله: «أخصمک[1] بالنبوّة فلا نبوّة بعدي، وتخصم النّاس بسبع». و قال له أيضاً: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسي، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي»، فأبان نفسه منه بالنبوّة، وأثبت له ما عداها من جميع الفضائل والخصائص مشترکاً بينهما.[2] .

وفي ذلک يقول المؤلّف من قصيدة:


وربيت في حجر النبيّ محمّد
فطوبي لمن من أحمد ضمّه حجر


وغذاک بالعلم الإلهي ناشئاً
فلا علم إلّا منک قد حاطه خبر


بآدابه اُدّبت طفلاً ويافعاً
وأکسبک الأخلاق أخلاقه الغرّ[3] .







  1. أخصمک: أغلبک.
  2. شرح ابن أبي الحديد 222:10، وأعيان الشيعة 335:1.
  3. أعيان الشيعة 339:1.