ما المراد من أحاديث التشبيه؟











ما المراد من أحاديث التشبيه؟



المراد بالتشبيه هو التمثيل العيني الحقيقي، فمثل قولنا: من أراد أن ينظر إلي أفضل رجل في البلد فلينظر إلي فلان، معناه أنّه عين أفضل رجل في البلد. والعينيّة في أحاديث التشبيه - مارّة الذِّکر - غير ممکنة؛ لأنّ عليّاً عليه السلام ليس آدم أو نوحاً أو عيسي أو... عليهم السلام، فيکون المراد من التشبيه أقرب معانيه إلي العينيّة وهو المساواة، فمعني أحاديث التشبيه هو: إذا أردت أن تري عِلم آدم عليه السلام فانظر إلي عِلم عليّ عليه السلام، أي أنّه عليه السلام المساوي والمماثل الحقيقي لآدم في العِلم، والعلوم الّتي کانت متاحة لآدم عليه السلام هي حاصلة لعليّ عليه السلام، وهکذا في فهم نوح وعبادة عيسي و... إلي آخره.

والنقطة الاُخري الّتي نستشفّها من هذه الأحاديث الشريفة أنّه عليه السلام حاز علي أکمل کلّ واحدة من هذه الأوصاف؛ لأنّ علم الرسل أکمل العلوم، وحلمهم أکمل الحلم، وفهمهم أتمّ فهم، وزهادتهم أبلغ زهادة، وبطشهم أقوي البطش، فيکفيک من رجل کمّله اللَّه بهذه الصفات، وأخبر نبيّه أنّه حازها، وشابه أکمل من اتّصف بها، وأنّ من أراد أن ينظر من کان متّصفاً بها من اُولئک الرسل الأعلون ويشاهده کأنّه حيّ، نظر إلي هذا المتّصف بها.[1] .







  1. عبقات الأنوار - الجزء الثاني 91:6.