نظرة في حديث التشبيه











نظرة في حديث التشبيه



کان الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله ينوّه بفضائل عليّ عليه السلام تصريحاً أو تلميحاً، حقيقة أو مجازاً، ويلاحظ أنّه صلي الله عليه و آله کان حذراً في تشبيهه عليّاً عليه السلام بعيسي؛ لأنّه کان يعلم بأنّه لو صرّح بالقول علي سبيل الحقيقة فسيکون ذلک مدعاةً للإفراط في شخصيّة الإمام عليه السلام من جهة محبّيه، ويکون مدعاة للحقد والکراهة من قِبل مبغضيه، وهذا ما يؤدّي بالفريقين إلي الضياع والارتداد عن الدين، ولهذا فإنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يمتنع في مناسبات عديدة عن بيان بعض الحقائق، وهذا الحديث الّذي نحن بصدده يعکس هذه الحقيقة:

عن الشعبي، قال: قال علقمة: تدري ما مثل عليّ في هذه الاُمّة؟ قلت: ما مثله؟ قال: مثله عيسي بن مريم، أحبّه قوم حتّي هلکوا في حبّه، وأبغضه قوم حتّي هلکوا في بغضه.[1] .

وقد لاحظنا جيّداً أنّه صلي الله عليه و آله لم يتعرّض لفضائل عليّ عليه السلام وکمالاته بشکل صريح ومفصّل؛ لأنّه يبعث علي الغلوّ والإفراط، لذا اکتفي صلي الله عليه و آله بتشبيهه بعيسي عليه السلام علي وجه الإجمال، ومع هذا فإنّه لم يرق للبعض، کما أدّي بالآخرين إلي الغلوّ والارتداد.







  1. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 254:2، رقم 768.