قول المجلسي











قول المجلسي



وفي (البحار): ذکر أبو القاسم في أخبار أبي رافع من ثلاثة طرق: أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله حين تزوّج خديجة قال لعمّه أبي طالب: «إنّي اُحبّ أن تدفع إليَّ بعض ولدک يعينني علي أمري ويکفيني، وأشکر لک بلاءک عندي»، فقال أبو طالب: خذ أيّهم شئتَ، فأخذ عليّاً عليه السلام.

ثمّ قال: فمن استقي عروقه من منبع النبوّة، ورضعت شجرته ثدي الرسالة، وتهدّلت أغصانه[1] عن تبعة الإمامة، ونشأ في دار الوحي، ورُبّي في بيت التنزيل، ولم يفارق النبيّ صلي الله عليه و آله في حال حياته إلي حال وفاته، لا يقاس بسائر النّاس، وإذا کان عليه السلام في أکرم اُرومة[2] وأطيب مغرس، والعرق الصالح ينمي، والشهاب الثاقب يسري، وتعليم الرسول ناجع[3] ولم يکن الرسول صلي الله عليه و آله ليتولّي تأديبه ويتضمّن حضانته وحسن تربيته إلّا علي ضربين؛ إمّا علي التفرّس فيه، أو بالوحي من اللَّه تعالي، فإن کان بالتفرّس فلا تخطأ فراسته ولا يخيّب ظنّه، وإن کان بالوحي فلا منزلة أعلي ولا حال أدلّ علي الفضيلة والإمامة منه.[4] .







  1. تهدّلت أغصان الشجر: تدلّت.
  2. الاُرومة: الأصل.
  3. نَجَعَ الشي ء نُجُوعاً: نَفَعَ وظَهَرَ أثرُه.
  4. بحار الأنوار 295:38.