قول مجاهد بن جبر أبي الحجّاج
وروي الحافظ القندوزي الحنفي في (ينابيع المودّة) نحوه مع اختصار فيه[3] وروي العلّامة الإربلي، وکذا الکراجکي في کتابيهما نحوه.[4] . وزاد ابن الصبّاغ في (الفصول المهمّة): وکان عليّ عليه السلام إذ ذاک في السنة الثالثة عشر من عمره لم يبلغ الحلم، وقيل غير ذلک، وأکثر الأقوال وأشهرها أنّه لم يبلغ الحلم، وأنّه أوّل من أسلم وآمن برسول اللَّه من الذکور بعد خديجة، قاله الثعلبي في تفسير قوله تعالي: «وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ»[5] وهو قول ابن عبّاس، وجابر بن عبداللَّه الأنصاري، وزيد بن أرقم، ومحمّد بن المنکدر، وربيعة المرائي، وقد أشار عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلي شي ء من ذلک في أبيات قالها - رواها عنه الثقات الأثبات - وهي هذه الأبيات: محمّد النبيّ أخي وصنوي وبنت محمّد سکني وعرسي سبقتکم إلي الإسلام طفلاً فويل ثمّ ويل ثمّ ويل
کان من نعمة اللَّه عزّ وجلّ علي عليّ بن أبي طالب وما صنع اللَّه له وأراده به من الخير، أنّ قريشاً أصابتهم أزمة شديدة[1] وکان أبو طالب ذا عيال کثير، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله للعبّاس - وکان من أيسر بني هاشم -: «يا عبّاس، إنّ أخاک أبا طالب کثيرُ العيال، وقد تري ما أصاب النّاس من هذه الأزمة فانطلق بنا فلنخفّف عنه من عياله، آخذُ من بيته واحداً، وتأخذ واحداً فنکفيهما عنه». قال العبّاس: نعم، فانطلقا حتّي أتيا أبا طالب، فقالا له: «إنّا نريد أن نخفّف عنک من عيالک حتّي ينکشف عن النّاس ما هم فيه»، فقال لهما أبو طالب: إذا ترکتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما، فأخذ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عليّاً فضمّه إليه، وأخذ العبّاس جعفراً، فلم يزل عليّ بن أبي طالب مع رسول اللَّه حتّي بعثهُ اللَّه نبيّاً فاتّبعه عليّ عليه السلام فأقرّ به وصدّقه، ولم يزل جعفر عند العبّاس حتّي أسلم واستغني عنه.[2] .
وحمزة سيّد الشهداء عمّي
منوط لحمها بدمي ولحمي
صغيراً ما بلغت أوان حلمي
لمن يلقي الإله غداً بظلمي[6] .