اوّل المصافقين لعلي هم أبوبكر و عمر و...











اوّل المصافقين لعلي هم أبوبکر و عمر و...



بعد ما نزلت الآية: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْکَ مِن رَبِّکَ» علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في غدير خم، و رفع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يدي عليّ عليه السلام وقال: «مَن کنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه...»، ثمّ لم يتفرّقوا حتّي نزل أمين الوحي بقوله تعالي: «الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتِي» الآية، فقال رسول اللَّه: «الحمد للَّه علي إکمال الدين، وإتمام النعمة، ورضي الربّ برسالتي، والولاية لعليّ من بعدي».

ثمّ طفق القوم يهنّئون أمير المؤمنين عليه السلام، وممّن هنّأه في مقدّم الصحابة: أبو بکر، ثمّ عمر، ثمّ عثمان، ثمّ طلحة، ثمّ الزبير، وقال الشيخان أبو بکر وعمر: بخٍ بخٍ لک يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولي کلّ مؤمن ومؤمنة، وفيما يلي بعض الأخبار في هذا السياق:

و روي أحمد بن محمّد الطبري الخليلي من طريق شيخه محمّد بن أبي بکر بن عبدالرحمن، و قال: فتبادر النّاس إلي بيعته، وقالوا: سمعنا وأطعنا لما أمرنااللَّه ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا، ثمّ انکبّوا علي رسول اللَّه وعلي عليّ (صلوات اللَّه عليهما) بأيديهم.

وکان أوّل من صافق رسول اللَّه [وعليّاً] أبو بکر وعمر وطلحة والزبير، ثمّ باقي المهاجرين، والنّاس علي طبقاتهم، ومقدار منازلهم إلي أن صلّيت الظهر والعصر في وقت واحد، والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلاثاً، ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله کلّما بايعه فوج بعد فوج يقول: «الحمد للَّه الّذي فضّلنا علي جميع العالمين»، وصارت المصافقة سنّة ورسماً واستعملها من ليس له حقّ فيها.[1] .

وأخرج الطبري بإسناده عن زيد بن أرقم - في حديث طويل[2] قال: فعند ذلک بادر النّاس بقولهم: نعم سمعنا وأطعنا علي أمر اللَّه ورسوله بقلوبنا، وکان أوّل من صافق النبيّ صلي الله عليه و آله وعليّاً عليه السلام: أبو بکر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والأنصار وباقي النّاس إلي أن صلّي الظهرين في وقت واحد، وامتدّ ذلک إلي أن صلّي العشاءين في وقت واحد، وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثاً.[3] .







  1. مناقب عليّ بن أبي طالب للطبري المشهور بالخليل، نقلاً عن الغدير 270:1.
  2. راجع الحديث بطوله في الغدير 214:1.
  3. الولاية للطبري: 100، نقلاً عن الغدير 270:1.