اظهار المنافقين نفاقهم بعد نصب عليّ بالولاية











اظهار المنافقين نفاقهم بعد نصب عليّ بالولاية



روي ثقة الإسلام الکليني عن عبدالحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبداللَّه عليه السلام - في حديث طويل - قال: «فلمّا رجع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من حجّة الوداع، نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْکَ مِن رَبِّکَ»[1] فنادي النّاس فاجتمعوا، وأمر بسمرات فقمّ شوکهنّ، ثمّ قال: يا أيّها النّاس، مَن وليّکم، وأوْلي بکم من أنفسکم؟ فقالوا: اللَّه ورسوله، فقال: «مَن کنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه» ثلاث مرّات.

فوقعت حسکة النفاق في قلوب القوم، وقالوا: ما أنزل اللَّه جلّ ذکره هذا علي محمّد قطّ، وما يريد إلّا أن يرفع بضبع ابن عمّه، فلمّا قدم المدينة أتته الأنصار، فقالوا: يا رسول اللَّه، إنّ اللَّه جلّ ذکره قد أحسن إلينا، وشرّفنا بک وبنزولک بين ظهرانينا، فقد فرّح اللَّه صديقنا وکبت عدوّنا، وقد تأتيک وفود، فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بک العدوّ، فنحبّ أن تأخذ ثلث أموالنا حتّي إذا قدم عليک وفد مکّة وجدت ما تعطيهم، فلم يردّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عليهم شيئاً، وکان ينتظر ما يأتيه من ربّه، فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: «قُل لَا أَسْأَلُکُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي»[2] ولم يقبل أموالهم.

فقال المنافقون: ما أنزل اللَّه هذا علي عليّ، وما يريد إلّا أن يرفع بضبع ابن عمّه، ويحمل علينا أهل بيته، يقول أمس: «مَن کنت مولاه فعليّ مولاه»، واليوم: «قُل لَا أَسْأَلُکُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي». ثمّ نزلت عليه آية الخمس: فقالوا: يريد أن يعطيهم أموالنا وفيئنا.

ثمّ أتاه جبرئيل، فقال: يا محمّد، إنّک قد قضيت نبوّتک، واستکملت أيّامک، فاجعل الاسم الأکبر، وميراث العلم، وآثار علم النبوّة عند عليّ عليه السلام، فإنّي لم أترک الأرض إلّا ولي فيها عالمٌ تعرف به طاعتي، وتعرف به ولايتي، ويکون حجّة لمن يولد بين قبض النبيّ إلي خروج النبيّ الآخر.

قال: فأوصي إليه بالاسم الأکبر وميراث العلم وآثار النبوّة، وأوصي إليه بألف کلمة، وألف باب يفتح کلّ کلمة، وکلّ باب ألف کلمة، وألف باب».[3] .







  1. سورة المائدة: 67.
  2. سورة الشوري: 23.
  3. اُصول الکافي 295:1، کتاب الحجّة -باب النصّ علي أمير المؤمنين، ح 3.