نزول آية: «سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ»











نزول آية: «سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ»



في (تفسير المنار) عن (تفسير الثعلبي): أنّ هذا القول من النبيّ صلي الله عليه و آله في موالاة عليّ عليه السلام شاع وطار في البلاد، فبلغ الحارث بن النعمان الفهري، فأتي النبيّ علي ناقته، وکان بالأبطح، فنزل وعقل ناقته، وقال للنبيّ صلي الله عليه و آله وهو في ملأ من أصحابه: يا محمّد، أمرتنا عن اللَّه أن نشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّک رسول اللَّه، فقبلنا منک - ثمّ ذکر سائر أرکان الإسلام - وقال: ثمّ لم ترض بهذا حتّي مددت بضبعي ابن عمّک وفضّلته علينا، وقلت: «مَن کنت مولاه فعليّ مولاه»! فهذا منک أم من اللَّه؟ فقال صلي الله عليه و آله: «واللَّه الّذي لا إله إلّا هو، هو أمر اللَّه».

فولّي الحارث يريد راحلته، وهو يقول: «اللَّهُمَّ إِن کَانَ هذَا هُوَ الْحَقَّ مِن عِندِکَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ»[1] فما وصل إليها حتّي رماه اللَّه بحجر فسقط علي هامته وخرج من دبره، وأنزل اللَّه تعالي: «سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ × لِلْکَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ» الآية.[2] .

وفي السيرة الحلبيّة بعد نقل حديث الفوق، قال: فواللَّه! ما بلغ باب المسجد حتّي رماه اللَّه بحجر من السماء، فوقع علي رأسه فخرج من دبره، فمات، وأنزل اللَّه تعالي: «سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ» الآية.[3] .







  1. سورة الأنفال: 32.
  2. تفسير المنار 464:6، والآيتان 1 و 2 من سورة المعارج، ورواه ابن الصبّاغ المالکي في الفصول المهمّة: 42، عن تفسير الثعلبي.
  3. السيرة الحلبيّة 275:3، وراجع: المناقب لابن شهرآشوب 40:3.