الابالسة يحثّون التراب علي وجوههم











الابالسة يحثّون التراب علي وجوههم



في تفسير عليّ بن إبراهيم، قال: حدّثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: «لمّا أمر اللَّه نبيّه أن ينصب أمير المؤمنين للنّاس في قوله: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْکَ مِن رَبِّکَ» في عليّ بغدير خمّ، فقال صلي الله عليه و آله: مَن کنت مولاه فعليّ مولاه، فجاءت الأبالسة إلي إبليس الأکبر، وحثّوا التراب علي وجوههم، فقال لهم إبليس: ما لکم؟

قالوا: إنّ هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلّها شي ء إلي يوم القيامة، فقال لهم إبليس: کلّا إنّ الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني، فأنزل اللَّه علي رسوله: «وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنينَ».[1] .

وفي (روضة الکافي): عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: «لمّا أخذ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بيد عليّ عليه السلام يوم الغدير، صرخ إبليس في جنوده صرخة، فلم يبق منهم أحد في بَرّ ولا بحر إلّا أتاه، فقالوا: يا سيّدهم ومولاهم، ماذا دهاک، فما سمعنا لک صرخة أوحش من صرختک هذه؟ فقال لهم: فعل هذا النبيّ فعلاً إن تمّ لم يُعص اللَّه أبداً، فقالوا: يا سيّدهم، أنت کنت لآدم، فلمّا قال المنافقون: إنّه ينطق عن الهوي، وقال أحدهما لصاحبه: أما تري عينيه تدوران في رأسه کأنّه مجنون، يعنون رسول اللَّه صلي الله عليه و آله صرخ إبليس صرخة بطرب، فجمع أولياءه فقال: أما علمتم إنّي کنت لآدم من قبل؟ قالوا: نعم. قال: آدم نقض العهد ولم يکفر بالربّ، وهؤلاءِ نقضوا العهد وکفروا بالرسول، فلمّا قبض رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وأقام النّاس غير عليّ، لبس إبليس تاج المُلک ونصب منبراً، وقعد في الوثبة، وجمع خيله ورجله ثمّ قال لهم: اطربوا، لا يُطاع اللَّه حتّي يقوم الإمام».

وتلا أبو جعفر عليه السلام: «وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنينَ».[2] وقال: «کان تأويل هذه الآية لمّا قبض رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، والظنّ من إبليس حين قالوا لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله: إنّه ينطق عن الهوي، فظنّ بهم إبليس ظنّاً، فصدّقوا ظنّه».[3] .







  1. تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي 201: 2، والآية 20 من سورة سبأ.
  2. سورة سبأ: 20.
  3. روضة الکافي: 284، ح 542.