فيما قيل من الشعر في غدير خمّ











فيما قيل من الشعر في غدير خمّ



والأشعار في ذلک منذ القرن الأوّل إلي عصرنا هذا کثيرة جدّاً لا يبلغها الإحصاء، ونشير هنا إلي بعضها، ونحيل البعض إلي المصادر الّتي ذکرتها:[1] .

1- نبدأ بالشعر المنسوب إلي مولانا أمير المؤمنين، فإنّه عليه السلام کتب أبياتاً إلي معاوية لمّا کتب معاوية إليه: إنّ لي فضائل کان أبي سيّداً في الجاهلية، وأنا خال المؤمنين...

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أبالفضائل يبغي علَيَّ ابن آکلة الأکباد؟ اُکتب يا غلام:


محمّد النبيّ أخي وصنوي[2] .
وحمزة سيّد الشهداء عمّي


وجعفر الّذي يُضحي ويُمسي
يطير مع الملائکة ابن اُمّي


وبنت محمّد سکني وعرسي
منوطٌ لحمها بدمي ولحمي


وسبطا أحمد ولداي منها
فأيُّکمُ له سهمٌ کسهمي


سبقتکُم إلي الإسلام طُرّاً
علي ما کان من فهمي وعلمي


وصلّيت الصلاة وکنت طفلاً
مقرّاً بالنبيّ في بطن اُمّي


فأوجب لي ولايته عليکم
رسول اللَّه يوم غدير خمّ


فويلٌ ثمّ ويلٌ ثمّ ويلٌ
لمن يلقي الإله غداً بظلمي


فلمّا قرأ معاوية الکتاب قال: أخفوا هذا الکتاب لا يقرأه أهل الشام فيميلوا إلي ابن أبي طالب.[3] .

2- و أنشأ حسّان بن ثابت في يوم الغدير بعد أن استأذن الرسول صلي الله عليه و آله فأذن له:


يُناديهمُ يومَ الغديرِ نَبيُّهُمْ
بخُمٍّ وَأَسْمِعْ بالرسول مناديا


و قال: فمَن مولاکُمُ ووَليُّکُم
فقالوا ولم يُبدوا هناک التعاديا[4] .


إلهک مولانا وأنت وليُّنا
ولم تجدن منّا لک اليومَ عاصيا[5] .


فقال له: قم يا عليُّ فإنّني
رَضِيتُک منْ بعدي إماماً وهاديا


فمَن کنتُ مولاهُ فهذا وليُّه
فکونوا له أنصارَ صدقٍ مواليا


هناک دعا: اللّهمّ والِ وليَّه
وکُن للذي عادي عليّاً مُعاديا


فقال له رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «لا تزال يا حسّان مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانک».[6] .

وقال المفيد رحمه الله: وإنّما اشترط رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في الدعاء له، لعلمه صلي الله عليه و آله بعاقبة أمره في الخلاف، ولو علم سلامته في مستقبل الأحوال لدعا له علي الإطلاق، و مثل ذلک ما اشترط اللَّه تعالي في مدح أزواج النبي صلي الله عليه و آله، و لم يمدحهنَّ بغير اشتراط، لعلمه أنَّ منهنّ من يتغيّر بعد الحال عن الصلاح الّذي يُستحق عليه المدح و الاکرام، فقال عزّ قائلاً: «يا نساء النبي لستنَّ کأحدٍ من النساء ان اتيقتَّن»[7] الي آخر کلامه.[8] .

3- وقال ابن حمّاد:


يوم الغدير لأشرف الأيّام
وأجلّها قدراً علي الإسلام


يوم أقام اللَّه فيه إمامنا
أعني الوصيّ إمام کلّ إمام


قال النبيّ بدوح خمّ رافعاً
کفّ الوصيّ يقول للأقوام


من کنت مولاه فذا مولي له
بالوحي من ذي العزّة العلّام


هذا وزيري في الحياة عليکم
فإذا قضيت فذا يقوم مقامي


يا ربّ والي من أقرّ له الولا
وأنزل بمن عاداه سوء حمام[9] .


4- وقال دعبل:


فقال ألا من کنت مولاه منکم
فهذا له لي مولي ببعد وفاتي


أخي ووصيّي وابن عمّي ووارثي
وقاضي ديوني من جميع عداتي[10] .


5- وقال الحميري:


وقال هذا فيکم خليفتي
ومن عليه في الاُمور المتّکل


نحن کهاتين وأومي باصبع
من کفّه عن کفّه لم تنفصل


لا تبتغوا بالطهر بعدي بدلاً
فليس فيکم لعليّ من بدل


يا ربّ والي من يوالي حيدراً
وعاد من عاداه واخذل من خذل


يا خالقي بلّغت ما نزّله
اليَّ جبريل وعنه لم أحل[11] .


6- وأنشأ البشنوي:


وقد شهدوا عيد الغدير وأسمعوا
مقال رسول اللَّه من غير کتمان


ألستُ بکم أولي من النّاس کلّهم
فقالوا بلي يا أفضل الإنس والجان


فقام خطيباً بين أعواد منبر
ونادي بأعلي الصوت جهراً بإعلان


بحيدرة والقوم خرس أذلّة
قلوبهم ما بين خلف وعينان


فلبّي مجيباً ثمّ أسرع مقبلاً
بوجهٍ کمثل البدر في غصن ألبان


فلاقاه بالترحيب ثمّ ارتقي به
إليه وصار الطهر للمصطفي ثان


وشال بعضديه وقال وقد صغي
إلي القوم أقصي القوم تاللَّه والداني


عليٌّ أخي لا فرق بيني وبينه
کهارون من موسي الکليم بن عمران


ووارث علمي والخليفة في غدٍ
علي اُمّتي بعدي إذا زرت جثماني


فياربّ مَن والي عليّاً فواله
ودان مدانيه ولا تنصر الشاني[12] .


7- وأنشد الکميت عند الامام الباقر عليه السلام:


ويوم الدوح دوح غدير خمّ
أبان له الولاية لو اُطيعا


ولکن الرجال تبايعوها
فلم أرَ مثلها خطراً مبيعا


ولم أرَ مثل هذا اليوم يوماً
ولم أرَ مثله حقّاً اُضيعا


فلم أقصد بهم لعناً ولکن
إلي جور وأقربهم مضيعا


فصار لذاک أقربهم لعدل
أساء بذاک أوّلهم صنيعا


أضاعوا أمر قائدهم فضلّوا
وأقربهم لدي الحدثان ريعا


تناسوا حقّه فبغوا عليه
بلا ترة[13] وکان لهم قريعا.[14] .







  1. راجع: کتاب الغدير في جميع أجزائه، المناقب لابن شهرآشوب: ج3.
  2. في بعض المصادر: «صهري».
  3. راجع: الغدير وهامشه 25: 2 و 26.
  4. في بعض النسخ: «التعاميا» - الغدير 34:2.
  5. في بعض النسخ: «التعاميا» - الغدير 34:2، وفرائد السمطين 73:1، ح 39.
  6. إرشاد المفيد 177: 1؛ فرائد السمطين 73:1، ح 39، وأمالي الصدوق - المجلس الرابع والثمانون: ح 3.
  7. الإرشاد: 162، الفصل 50 من الباب 2.
  8. انظر الإرشاد للمفيد 178: 1.
  9. المناقب لابن شهرآشوب 29:3.
  10. المصدر المتقدّم: 30.
  11. المصدر المتقدّم: 31.
  12. المصدر المتقدّم: 34.
  13. الترة: الثأر.
  14. المناقب لابن شهرآشوب 26:3.