فيما قيل من الشعر في غدير خمّ
1- نبدأ بالشعر المنسوب إلي مولانا أمير المؤمنين، فإنّه عليه السلام کتب أبياتاً إلي معاوية لمّا کتب معاوية إليه: إنّ لي فضائل کان أبي سيّداً في الجاهلية، وأنا خال المؤمنين... فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أبالفضائل يبغي علَيَّ ابن آکلة الأکباد؟ اُکتب يا غلام: محمّد النبيّ أخي وصنوي[2] . وجعفر الّذي يُضحي ويُمسي وبنت محمّد سکني وعرسي وسبطا أحمد ولداي منها سبقتکُم إلي الإسلام طُرّاً وصلّيت الصلاة وکنت طفلاً فأوجب لي ولايته عليکم فويلٌ ثمّ ويلٌ ثمّ ويلٌ فلمّا قرأ معاوية الکتاب قال: أخفوا هذا الکتاب لا يقرأه أهل الشام فيميلوا إلي ابن أبي طالب.[3] . 2- و أنشأ حسّان بن ثابت في يوم الغدير بعد أن استأذن الرسول صلي الله عليه و آله فأذن له: يُناديهمُ يومَ الغديرِ نَبيُّهُمْ و قال: فمَن مولاکُمُ ووَليُّکُم إلهک مولانا وأنت وليُّنا فقال له: قم يا عليُّ فإنّني فمَن کنتُ مولاهُ فهذا وليُّه هناک دعا: اللّهمّ والِ وليَّه فقال له رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «لا تزال يا حسّان مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانک».[6] . وقال المفيد رحمه الله: وإنّما اشترط رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في الدعاء له، لعلمه صلي الله عليه و آله بعاقبة أمره في الخلاف، ولو علم سلامته في مستقبل الأحوال لدعا له علي الإطلاق، و مثل ذلک ما اشترط اللَّه تعالي في مدح أزواج النبي صلي الله عليه و آله، و لم يمدحهنَّ بغير اشتراط، لعلمه أنَّ منهنّ من يتغيّر بعد الحال عن الصلاح الّذي يُستحق عليه المدح و الاکرام، فقال عزّ قائلاً: «يا نساء النبي لستنَّ کأحدٍ من النساء ان اتيقتَّن»[7] الي آخر کلامه.[8] . 3- وقال ابن حمّاد: يوم الغدير لأشرف الأيّام يوم أقام اللَّه فيه إمامنا قال النبيّ بدوح خمّ رافعاً من کنت مولاه فذا مولي له هذا وزيري في الحياة عليکم يا ربّ والي من أقرّ له الولا 4- وقال دعبل: فقال ألا من کنت مولاه منکم أخي ووصيّي وابن عمّي ووارثي 5- وقال الحميري: وقال هذا فيکم خليفتي نحن کهاتين وأومي باصبع لا تبتغوا بالطهر بعدي بدلاً يا ربّ والي من يوالي حيدراً يا خالقي بلّغت ما نزّله 6- وأنشأ البشنوي: وقد شهدوا عيد الغدير وأسمعوا ألستُ بکم أولي من النّاس کلّهم فقام خطيباً بين أعواد منبر بحيدرة والقوم خرس أذلّة فلبّي مجيباً ثمّ أسرع مقبلاً فلاقاه بالترحيب ثمّ ارتقي به وشال بعضديه وقال وقد صغي عليٌّ أخي لا فرق بيني وبينه ووارث علمي والخليفة في غدٍ فياربّ مَن والي عليّاً فواله 7- وأنشد الکميت عند الامام الباقر عليه السلام: ويوم الدوح دوح غدير خمّ ولکن الرجال تبايعوها ولم أرَ مثل هذا اليوم يوماً فلم أقصد بهم لعناً ولکن فصار لذاک أقربهم لعدل أضاعوا أمر قائدهم فضلّوا
والأشعار في ذلک منذ القرن الأوّل إلي عصرنا هذا کثيرة جدّاً لا يبلغها الإحصاء، ونشير هنا إلي بعضها، ونحيل البعض إلي المصادر الّتي ذکرتها:[1] .
وحمزة سيّد الشهداء عمّي
يطير مع الملائکة ابن اُمّي
منوطٌ لحمها بدمي ولحمي
فأيُّکمُ له سهمٌ کسهمي
علي ما کان من فهمي وعلمي
مقرّاً بالنبيّ في بطن اُمّي
رسول اللَّه يوم غدير خمّ
لمن يلقي الإله غداً بظلمي
بخُمٍّ وَأَسْمِعْ بالرسول مناديا
فقالوا ولم يُبدوا هناک التعاديا[4] .
ولم تجدن منّا لک اليومَ عاصيا[5] .
رَضِيتُک منْ بعدي إماماً وهاديا
فکونوا له أنصارَ صدقٍ مواليا
وکُن للذي عادي عليّاً مُعاديا
وأجلّها قدراً علي الإسلام
أعني الوصيّ إمام کلّ إمام
کفّ الوصيّ يقول للأقوام
بالوحي من ذي العزّة العلّام
فإذا قضيت فذا يقوم مقامي
وأنزل بمن عاداه سوء حمام[9] .
فهذا له لي مولي ببعد وفاتي
وقاضي ديوني من جميع عداتي[10] .
ومن عليه في الاُمور المتّکل
من کفّه عن کفّه لم تنفصل
فليس فيکم لعليّ من بدل
وعاد من عاداه واخذل من خذل
اليَّ جبريل وعنه لم أحل[11] .
مقال رسول اللَّه من غير کتمان
فقالوا بلي يا أفضل الإنس والجان
ونادي بأعلي الصوت جهراً بإعلان
قلوبهم ما بين خلف وعينان
بوجهٍ کمثل البدر في غصن ألبان
إليه وصار الطهر للمصطفي ثان
إلي القوم أقصي القوم تاللَّه والداني
کهارون من موسي الکليم بن عمران
علي اُمّتي بعدي إذا زرت جثماني
ودان مدانيه ولا تنصر الشاني[12] .
أبان له الولاية لو اُطيعا
فلم أرَ مثلها خطراً مبيعا
ولم أرَ مثله حقّاً اُضيعا
إلي جور وأقربهم مضيعا
أساء بذاک أوّلهم صنيعا
وأقربهم لدي الحدثان ريعا