مؤيّدات حديث الغدير











مؤيّدات حديث الغدير



وممّا يؤيّد حديث الغدير اُمور کثيرة نشير إلي بعضهاً منها:

1- عن المجلسي في (مرآة العقول) عن ابن أبي الحديد، عن عثمان بن سعيد، عن شريک بن عبداللَّه، قال: لمّا بلغ عليّاً عليه السلام أنّ النّاس يتّهمونه فيما يذکره من تقديم النبيّ صلي الله عليه و آله وتفضيله علي النّاس، قال: «أنشد اللَّه مَن بقي ممّن لقي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وسمع مقالته في يوم غدير خمّ إلّا قام فشهد بما سمع»، فقام ستّة ممّن عن يمينه من أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، أنّهم سمعوه يقول ذلک اليوم وهو رافع بيدي عليّ عليه السلام: «مَن کنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله، وأحبّ مَن أحبّه، وأبغض من أبغضه».[1] .

2- و عن البحراني عن عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، بسنده عن أبي نعيم، وحسين بن محمّد، قالا: حدّثنا فطر، عن أبي الطفيل، قال: جمع عليّ عليه السلام النّاس في الرحبة، ثمّ قال: «اُنشد اللَّه کلّ امرئ مسلم سمع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول يوم غدير خمّ ما سمع لما قام؟»، فقام ثلاثون من النّاس.

قال أبو نعيم: فقام اُناس کثير فشهدوا حين أخذه بيده، فقال للنّاس: «أتعلمون أنّي أوْلي بالمؤمنين من أنفسهم»، قالوا: نعم، يا رسول اللَّه. قال: «مَن کنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه».[2] .

3- و روي الجويني عن أبي إسحاق، عن سعيد بن ذي حدّان وعمرو ذي مرّ، قالا: قال عليّ عليه السلام: «أنشد باللَّه - ولا اُنشد إلّا أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله - مَن سمع خطبة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يوم غدير خمّ؟».

قال: فقام اثنا عشر رجلاً ستّة من قبل سعيد، وستّة من قبل عمرو، فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: «اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره، وأحبّ مَن أحبّه، وابغض مَن أبغضه».[3] .

4- و رواه أيضاً عن عبداللَّه بن محمّد بن عقيل، قال: کنت عند جابر بن عبداللَّه في بيته، وعليّ بن الحسين عليهماالسلام ومحمّد بن الحنفيّة وأبو جعفر عليه السلام، فدخل رجل من أهل العراق، فقال: اُنشدک اللَّه يا جابر، إلّا حدّثتني ما رأيت وما سمعت من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟

فقال: کنّا بالجحفة بغدير خمّ، وثمّ ناس کثير من جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من خباء أو فسطاط، فأشار بيده ثلاثاً، فأخذ بيد عليّ عليه السلام فقال: «مَن کنت مولاه فعليّ مولاه».[4] .

5- و عن ابن الجوزي و غيره قال: کتب أمير المؤمنين عليه السلام أيّام صفّين کتاباً إلي معاوية بن أبي سفيان وأرسله إليه بيد الأصبغ بن نباتة. قال الأصبغ: فدخلت علي معاوية وهو جالس علي نطع من الاُدم، متّکئاً علي وسادتين خضراوتين، وعن يمينه عمرو بن العاص وحوشب وذو الکلاع، وعن شماله أخوه عتبة وابن عامر بن کريز والوليد بن عقبة وعبدالرحمن بن خالد وشرحبيل بن السمط، وبين يديه أبو هريرة وأبو الدرداء، والنعمان بن بشير وأبو اُمامة الباهلي، فلمّا قرأ الکتاب قال: إنّ عليّاً لا يدفع إلينا قتلة عثمان.

قال الأصبغ: فقلت له: يا معاوية، لا تعقل بدم عثمان، فإنّک تطلب الملک والسلطان، ولو کنتَ أردت نصره حيّاً لنصرته، ولکنّک تربّصت به لتجعل ذلک سبباً إلي وصول الملک، فغضب من کلامي، فأردت أن يزيد غضبه، فقلت لأبي هريرة: يا صاحب رسول اللَّه، إنّي اُحلّفک بالذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة، وبحقّ حبيبه المصطفي صلي الله عليه و آله إلّا أخبرتني أشهدتَ يوم غدير خمّ؟ قال: بلي شهدته. قلت: فما سمعته يقول في عليّ؟ قال: سمعته يقول: «مَن کنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر من نصره، واخذل مَن خذله».

فقلت له: فإذن أنت - يا أبا هريرة - واليت عدوّه، وعاديت وليّه، فتنفّس أبو هريرة الصعداء، وقال: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون.[5] .

6- وممّا يؤيد حديث احتجاج المأمون علي الفقهاء (علي ما رواه ابن عبد ربّه) بطوله و تفصيله، الي أن قال: قال المأمون: يا إسحاق، هل تروي حديث الولاية؟ قال إسحاق: قلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال: إروه، ففعلت. قال: يا إسحاق، أرايت هذا الحديث، هل أوجب علي أبي بکر وعمر ما لم يوجب لهما عليه؟

قلت: إنّ النّاس ذکروا أنّ الحديث إنّما کان بسبب زيد بن حارثة لشي ء جري بينه وبين عليّ وأنکر ولاء عليّ عليه السلام، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «مَن کنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه».

قال: وفي أيّ موضع قال هذا؟ أليس بعد منصرفه من حجّة الوداع؟

قال: فإن قتل زيد بن حارثة قبل الغدير، کيف رضيت لنفسک بهذا؟! أخبرني لو رأيت ابناً لک قد أتت عليه خمس عشرة سنة يقول: مولاي، مولي ابن عمّي، أيّها النّاس، فاعلموا ذلک، أکنت منکراً ذلک عليه، تعريفه النّاس ما لا ينکرون ولا يجهلون؟ قلت: اللّهمّ نعم.[6] .

7- و رواية الجويني عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: مَن صام يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجّة کتب اللَّه له صيام ستّين سنة، وهو يوم غدير خمّ، لمّا أخذ النبيّ صلي الله عليه و آله بيد عليّ عليه السلام، فقال: «مَن کنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر من نصره». فقال له عمر بن الخطّاب: بخٍ بخٍ لک يابن أبي طالب، أصحبت مولاي ومولي کلّ مسلم.[7] .

8- و روايته أيضاً عن يزيد بن عمر بن مورق، قال: کنت بالشام، وعمر بن عبدالعزيز يعطي النّاس، فتقدّمت إليه، فقال: ممّن أنت؟ قلت: من قريش. قال: من أي قريش؟ قلت: من بني هاشم. فقال: من أي بني هاشم؟ فسکتُّ. قال: من أي بني هاشم؟ فقلت: مولي عليّ. قال: مولي عليّ؟ فسکت. فوضع يده علي صدره، فقال: أنا واللَّه مولي عليّ بن أبي طالب، ثمّ قال: حدّثني عدّة أنّهم سمعوا النبيّ صلي الله عليه و آله يقول: «مَن کنت مولاه فعليّ مولاه». ثمّ قال: يا مزاحم، کم يُعطي أمثاله؟ قال: مائة ومائتي درهم، قال: أعطه خمسين ديناراً لولايته عليّ بن أبي طالب. ثمّ قال: ألحق ببلدکم، فسيأتيک ما يأتي نظراءک.[8] .







  1. مرآة العقول 214:3.
  2. غاية المرام: 79، الباب 16 من المقصد الأوّل، ح 3.
  3. فرائد السمطين 68:1، ح 34 و 35.
  4. فرائد السمطين 62:1، ح 21.
  5. تذکرة الخواصّ: 84؛ المناقب للخوارزم: 234.
  6. العقد الفريد 99:5.
  7. فرائد السمطين 77:1، ح 44.
  8. المصدر السابق: 66، ح 32وهناک مؤيّدات اُخري، راجع: مرآة العقول 215:3.