في ذكر أولاد أبي طالب و فاطمة بنت أسد











في ذکر أولاد أبي طالب و فاطمة بنت أسد



جملة اخوة عليّ عليه السلام ثلاثة و هم: طالب و هو اکبر ولد أبي طالب و به کان يکني، و عقيل، و جعفر الطيّار، و کان عليّ عليه السلام اصغرهم سنّاً و اعظمهم شرفاً، و کان جعفر أسنّ من عليّ بعشر سنين، و عقيل أسنّ من جعفر بعشر سنين، ذکر ذلک ابن قتيبه.[1] .

قال سبط ابن الجوزي في حالاتهم: و کنية طالب أبو يزيد، وکان عالماً بأنساب قريش، أخرجه المشرکون يوم بدر لقتال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله کرهاً فقال:


اللّهمّ أما يغزون طالب
في مقنب من هذه المقانب


وليکن المغلوب غير غالب
وليکن المسلوب غير السالب


فلمّا انهزم المشرکون يوم بدر لم يوجد لا في القتلي ولا في الأسري، ولا رجع إلي مکّة، ولا يدري ما حاله، وليس له عقب.

وأمّا عقيل رضي الله عنه، فقال ابن سعد: إنه اُخرج يوم بدر مع من اُخرج مکرهاً واُسر يومئذٍ ولم يکن له مال، ففداه عمّه العبّاس - إلي أن قال: - ثمّ رجع إلي مکّة فأقام بها إلي سنة ثمان من الهجرة، ثمّ خرج مهاجراً إلي المدينة فشهد غزاة مؤتة، وأطعمه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من خيبر مائة وأربعين وتسعاً کلّ سنة.[2] .

ونقل عن الواقدي: وعاش عقيل إلي سنة خمسين من الهجرة، وتوفّي فيها بعد ما ذهب بصره.[3] .

و أمّا جعفر رضي الله عنه فإنّه کان أکبر من عليّ بعشر سنين، وإنّه أسلم قديماً، وأقام بالحبشة مهاجراً حتّي فتحت خيبر سنة سبع، وقدم علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فيها، فقام صلي الله عليه و آله إليه واعتنقه وقبّله بين عينيه، وقال: «ما أدري بأيّهما أفرح؛ بقدوم جعفر، أم بفتح خيبر».[4] .

و روي الحافظ القندوزي عن أبي نعيم عن أبي هريرة، قال: وقال النبيّ صلي الله عليه و آله لجعفر: «أشبهت خُلقي وخَلقي».[5] .

و في تذکرة الخواص عن أبي غ هريرة، قال: وکان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يسمّيه - جعفر - أبا المساکين؛ لأنّه کان يحبّهم ويطعمهم ويجلس إليهم، ويرفق بهم، وکنيته المشهورة أبو عبداللَّه.[6] .

وأمّا أخواته فإثنتان و هما: «فاُمّ هاني» و اسمها جعدة، وقيل: فاختة، وقيل: هند، وهي الّتي صلّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله صلاة الضحي في بيتها يوم الفتح، و الاُخري «جمانه». قال ابن سعد: اسمها «ريطة»، وقيل: «أسماء»[7] و تزوّجها ابن عمّها أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب و ولدت له.[8] .







  1. ذخائر العقبي: 207.
  2. تذکرة الخواص: 21، وقد ذکرنا شرحاً مختصراً لعقيل في المجلّد الثاني آخر فصل: (عليّ عليه السلام والعدل)، وفي فصل: (عليّ عليه السلام وأصحابه الکرام)، فلاحظهما.
  3. تذکرة الخواص: 21، وقد ذکرنا شرحاً مختصراً لعقيل في المجلّد الثاني آخر فصل: (عليّ عليه السلام والعدل)، وفي فصل: (عليّ عليه السلام وأصحابه الکرام)، فلاحظهما.
  4. تذکرة الخواص: 21، وقد ذکرنا شرحاً مختصراً لعقيل في المجلّد الثاني آخر فصل: (عليّ عليه السلام والعدل)، وفي فصل: (عليّ عليه السلام وأصحابه الکرام)، فلاحظهما.
  5. ينابيع المودة: 181.
  6. تذکرة الخواصّ: 169.
  7. المصدر السابق: 22 و ذخائر العقبي: 207.
  8. ذخائر العقبي: 207.