في ليلة المعراج











في ليلة المعراج



عن البحراني عن (أمالي الصدوق) بسنده عن وهيب بن منبّه رفعه، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «لمّا عرج بي إلي ربّي جلّ جلاله، أتاني النداء: يا محمّد، قلت: لبّيک ربّ العظمة، لبّيک. فأوحي اللَّه إليّ: يا محمّد، فيما اختصصتُ المَلأ الأعلي؟ فقلت: لا علم لي، يا إلهي. فقال: يا محمّد، هل اتّخذت من الآدميّين وزيراً وأخاً ووصيّاً من بعدک؟ قلت: يا إلهي ومن أتّخذ؟ تخيّر لي يا إلهي. فأوحي اللَّه إليَّ: يا محمّد، قد اخترتُ لک من الآدميّين عليّ بن أبي طالب. فقلت: إلهي، ابن عمّي، فأوحي اللَّه إليَّ: يا محمّد، إنّ عليّاً وارثک ووارث العلم من بعدک، وصاحب لوائک لواء الحمد يوم القيامة، وصاحب حوضک يسقي مَن ورد عليه من مؤمني اُمّتک. ثمّ أوحي إليَّ: يا محمّد، إنّي قد أقسمت علي نفسي قسماً حقّاً، لا يشرب من ذلک الحوض مبغض لک ولأهل بيتک وذرّيّتک الطيّبين الطاهرين حقّاً حقّاً. يا محمّد، لاُدخلنّ جميع اُمّتکِ الجنّة إلّا من أبي من خلقي، فقلت: إلهي، هل واحد يأبي من دخول الجنّة؟ فأوحي اللَّه إليَّ: بلي، فقلت: وکيف يأبي؟ فأوحي اللَّه لي: يا محمّد، اخترتک من خلقي، واخترت لک وصيّاً من بعدک، وجعلته منک بمنزلة هارون من موسي، إلّا أنّه لا نبيّ بعدک، وألقيت محبّته في قلبک، وجعلته أباً لولدک، فحقّه بعدک علي اُمّتک کحقّک عليهم في حياتهم، فمن جحد حقّک، ومن أبي أن يواليه، فقد أبي أن يدخل الجنّة، فخررت للَّه ساجداً، شکراً لما أنعم علَيّ» - الحديث.[1] .







  1. المصدر السابق: 126، الباب 21 من المقصد الأوّل، ح 1.