في يوم سدّ الأبواب











في يوم سدّ الأبواب



ومن موارد الحديث يوم سدّ الأبواب غير باب عليّ عليه السلام، وحسبک في ذلک ما رواه البحراني عن أحمد بن حنبل، بسنده عن أبي الطفيل، عن حذيفة، قال: لمّا قدم أصحاب النبيّ صلي الله عليه و آله لم يکن لهم بيوت يبيتون فيها، فکانوا يبيتون في المسجد فيحتلمون، ثمّ إنّ القوم بنوا بيوتاً حول المسجد، وجعلوا أبوابها إلي المسجد، وإنّ النبيّ صلي الله عليه و آله بعث إليهم معاذ بن جبل فنادي أبا بکر فقال: «إنّ اللَّه يأمرک أن تخرج من المسجد»، فقال: سمعاً وطاعةً، فسدّ بابه وخرج من المسجد. ثمّ أرسل إلي عمر فقال: «إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يأمرک أن تسدّ بابک في المسجد وتخرج منه، فقال: سمعاً وطاعةً، فسدّ بابه وخرج من المسجد. ثمّ أرسل إلي حمزة فسدّ بابه، فقال: سمعاً وطاعةً للَّه ولرسوله، وعليّ عليه السلام علي ذلک يتردّد لا يدري أهو فيمن يقيم أو يخرج، وکان النبيّ صلي الله عليه و آله قد بني له بيتاً في المسجد بين بيوتاته، فقال له النبيّ صلي الله عليه و آله: «اسکن طاهراً مطُهَّراً».

ونَفَسَ ذلک رجال علي عليّ عليه السلام، فوَجَدُوا في أنفسهم، وتبيّن فضله عليهم وعلي غيرهم من أصحاب النبيّ صلي الله عليه و آله، فبلغ ذلک النبيّ صلي الله عليه و آله فقام خطيباً، فقال: «إنّ رجالاً يجدون في أنفسهم في أن اُسکن عليّاً في المسجد، واللَّه ما أخرجتکم ولا أسکنته، إنّ اللَّه عزّ وجلّ أوحي إلي موسي وأخيه: «أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِکُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَکُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ»[1] وأمر موسي أن لا يسکن مسجده ولا ينکح فيه إلّا هارون وذرّيّته، وإنّ عليّاً بمنزلة هارون من موسي، وهو أخي دون أهلي، ولا يحلّ مسجدي لأحد ينکح فيه النساء إلّا عليّ وذرّيّته، ومن ساءه فهاهنا»، وأومأ بيده نحو الشام.[2] .







  1. سورة يونس: 87.
  2. غاية المرام: 113، الباب 20 من المقصد الأوّل، ح 45، و راجع في فصل «عليّ عليه السلام و سدّ الابواب الّا بابه».