ما قاله جعفر بن محمّد الصادق في حقّها











ما قاله جعفر بن محمّد الصادق في حقّها



وفي (الکافي) بسنده عن محمّد بن جمهور، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: «إنّ فاطمة بنت أسد اُمّ أمير المؤمنين (سلام اللَّه عليهما)، کانت أوّل امرأة هاجرت إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من مکّة إلي المدينة علي قدميها، وکانت من أبرّ النّاس برسول اللَّه، فسمعت (فاطمة) رسول اللَّه وهو يقول: «إنّ النّاس يحشرون يوم القيامة عراة کما ولدوا، فقالت: واسوأتاه، فقال لها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فإنّي أسأل اللَّه أن يبعثک کاسية.

وسمعته يذکر ضغطة القبر، فقالت: واضعفاه، فقال لها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: فإنّي أسأل اللَّه أن يکفيک ذلک، وقالت لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله يوماً: إنّي اُريد أن أعتق جاريتي هذه، فقال لها: إن فعلت أعتق اللَّه بکلّ عضو منها عضواً منک من النّار، فلمّا مرضت أوصت إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وأمرت أن يعتق خادمها، واعتقل لسانها فجعلت تومي إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إيماءً، فقبل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وصيّتها.

فبينما هو صلي الله عليه و آله ذات يوم قاعدٌ إذ أتاه أمير المؤمنين عليه السلام وهو يبکي، فقال له رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: ما يبکيک؟ فقال: ماتت اُمّي فاطمة، فقال رسول اللَّه: واُمّي واللَّه، وقام مسرعاً حتّي دخل فنظر إليها وبکي، ثمّ أمر النساء أن يغسّلنها، وقال: إذا فرغتنّ فلا تحدثن شيئاً حتّي تعلمنني، فلمّا فرغن أعلمنه بذلک، فأعطاهنّ أحد قميصيه الّذي يلي جسده وأمرهنّ أن يکفّنها فيه، وقال للمسلمين: إذا رأيتموني قد فعلت شيئاً لم أفعله قبل ذلک فسلوني لِمَ فعلتُه، فلمّا فرغن من غسلها وکفننها دخل صلي الله عليه و آله فحمل جنازتها علي عاتقه، فلم يزل تحت جنازتها حتّي أوردها قبرها، ثمّ وضعها ودخل القبر فاضطجع فيه، ثمّ قام فأخذها علي يديه حتّي وضعها في القبر، ثمّ انکبّ عليها طويلاً يناجيها، ويقول لها: ابنک، ابنک، [ابنک]، ثمّ خرج وسوّي عليها، ثمّ انکبّ علي قبرها فسمعوه يقول: لا إله إلّا اللَّه، اللّهمّ إنّي استودعها إيّاک، ثمّ انصرف، فقال له المسلمون: إنّا رأيناک فعلت أشياء لم تفعلها قبل اليوم؟ فقال: اليوم فقدت برّ أبي طالب، إن کانت ليکون عندها الشي ء فتؤثرني به علي نفسها وولدها، وإنّي ذکرت القيامة وإنّ النّاس يحشرون عراة، فقالت: واسوأتاه، فضمنت لها أن يبعثها اللَّه کاسية، وذکرت ضغطة القبر، فقالت: واضعفاه، فضمنت لها أن يکفيها اللَّه ذلک، فکفّنتها بقميصي واضطجعت في قبرها لذلک، وانکببت عليها فلقّنتها ما تسأل عنه، فإنّها سئلت عن ربّها، فقالت، وسئلت عن رسولها، فأجابت، وسئلت عن وليّها وإمامها، فارتجّ[1] عليها، فقلت: ابنک، ابنک، [ابنک].[2] .







  1. ارتجّ الکلام: التبس.
  2. اُصول الکافي 453:1.