کلمة حول حديث المنزلة
وقد اعترف أکابر علماء المسلمين وثقات الرواة من الفريقين بصحّة سنده أيضاً، وأنّه من أثبت الآثار وأصحّها. ومن حيث الدلالة يعطي إثبات کلّ ما للنبيّ صلي الله عليه و آله من رتبة وعمل ومقام وحکم وإمارة وسيادة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، عدا ما استثني للنبيّ صلي الله عليه و آله من النبوّة، فکما کان هارون من موسي کان عليّ عليه السلام من النبيّ صلي الله عليه و آله في خلافته وکونه بمنزلة نفسه، وقال الشارح المعتزلي: ويدلّ علي أنّ عليّاً عليه السلام وزير رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من نصّ الکتاب والسنّة، قول اللَّه تعالي: «وَاجْعَل لِي وَزِيراً من أَهْلِي × هَارُونَ أَخِي × اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي × وَأَشْرِکْهُ فِي أَمْرِي».[2] . فيقع الکلام في الحديث في ثلاثة مقامات وخاتمة: في صحّة سنده، وفي لفظ الحديث، وفي إثبات دلالته علي المطلوب، وفي خاتمة فيها إيرادان علي الحديث مع جوابهما، فاليک بيان ذلک:
من الأخبار الواردة من طرق العامّة والخاصّة مستفيضة، بل متواترة، عن النبيّ صلي الله عليه و آله حديث المنزلة، وهو قوله صلي الله عليه و آله: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسي، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي».[1] .