دلالة الحديث أفضيلة عليّ بالخلافة











دلالة الحديث أفضيلة عليّ بالخلافة



إنّ تلک الأخبار مع تواترها واتّفاق الفريقين علي صحّتها، تدلّ علي أنّ عليّاً عليه السلام أفضل الخلق وأحقّ بالخلافة بعد الرسول صلي الله عليه و آله.

أمّا دلالتها علي کونه أفضل فلأنّ حبّ اللَّه تعالي ليس إلّا کثرة الثواب والتوفيق والهداية المترتّبة علي کثرة الطاعة، والاتّصاف بالصفات الحسنة، کما أنّه تعالي منزّه عن الانفعالات والتغيّرات، وإنّما اتّصافه بالحبّ والبغض وأمثالهما باعتبار الغايات، وأنّه ليس إثباته تعالي وإکرامه بدون فضيلة وخصلة کريمة وأعمال حسنة توجب ذلک، لحکم العقل بقبح تفضيل الناقص علي الکامل، والعاصي علي المطيع، والجاهل علي العالم، والقاصر علي الفائق في الکمالات.

وقد قال تعالي: «قُلْ إِن کُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْکُمُ اللَّهُ»[1] فظهر أنّ حبّه تعالي إنّما يترتّب علي متابعة الرسول صلي الله عليه و آله، فثبت أنّه عليه السلام أفضل من جميع الخلق، وإنّما خصّ الرسول بالإجماع، وبقرينة أنّه کان هو القائل لذلک، فالظاهر أنّ مراده: أحبّ سائر الخلق إليه تعالي.[2] .

وقال ابن عساکر الشافعي: حديث الطير وما ورد فيه لعليّ عليه السلام، من أعلي المناقب وأشرف الفضائل، وأعظم المفاخر من طلب النبيّ صلي الله عليه و آله من اللَّه تعالي أن يأتيه بأحبّ خلقه إليه.[3] .

وأمّا کونه عليه السلام أحقّ بالخلافة فلأنّ من کان أفضل من جميع الصحابة، بل من جميع الأنبياء والأوصياء بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، لا يجوز العقل تقدّم غيره عليه، لا سيّما تقدّم من لا يثبت له فضيلة واحدة إلّا بروايات المعاندين الّتي تظهر عليها أمارات الوضع والافتراء واختيار رضي سلاطين الجور علي طاعة ربّ الأرض والسماء.[4] .







  1. سورة آل عمران: 31.
  2. انظر: بحار الأنوار 358:38.
  3. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 105:2.
  4. بحار الأنوار 359:38.