دعوة عليّ علي أنس لکتمانه الشهادة
فقال: کنت خادماً لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله فاُهدي إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله طائر مشوي، فقال: «اللّهمّ إئتني بأحبّ خلقک إليک وإليَّ يأکل معي من هذا الطائر»، فجاء عليّ عليه السلام فقلت له: رسول اللَّه عنک مشغول، وأحببت أن يکون رجلاً من قومي. فرفع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يده الثانية، فقال: «اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقک إليک وإليَّ يأکل معي من هذا الطائر»، فجاء عليّ عليه السلام فقلت: رسول اللَّه عنک مشغول، وأحببت أن يکون رجلاً من قومي، فرفع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يده الثالثة، فقال: «اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقک إليک وإليَّ يأکل معي من هذا الطائر»، فجاء عليّ عليه السلام فقلت: رسول اللَّه عنک مشغول، وأحببت أن يکون رجلاً من قومي، فرفع عليّ عليه السلام صوته، فقال: «وما يشغل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عنّي»، فسمعه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فقال: «يا أنس، مَن هذا»؟ فقلت: عليّ بن أبي طالب. قال: «إئذن له»، فلمّا دخل، قال له: «يا عليّ، إنّي قد دعوت اللَّه عزّ وجلّ ثلاث مرّات، أن يأتيني بأحبّ خلقه إليه وإليَّ يأکل معي من هذا الطائر، ولو لم تجئني في الثالث لدعوت اللَّه باسمک أن يأتيني بک». فقال عليّ عليه السلام: «يا رسول اللَّه، إنّي قد جئت ثلاث مرّات کلّ ذلک يردّني أنس ويقول: رسول اللَّه عنک مشغول». فقال لي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «يا أنس، ما حملک علي هذا؟». فقلت: يا رسول اللَّه، سمعت الدعوة فأحببت أن يکون رجلاً من قومي. فلمّا کان يوم الدار استشهدني عليّ عليه السلام فکتمته، فقلت: إنّي نسيته، فرفع عليّ عليه السلام يده إلي السماء فقال: «اللّهمّ ارم أنساً بوضح لا يستره من النّاس»، ثمّ کشف العصابة عن رأسه، فقال: هذه دعوة عليّ.[1] .
عن (أمالي الصدوق) بسنده عن أبي هدبة، قال: رأيت أنس بن مالک معصوباً بعصابة فسألته عنها، فقال: هي دعوة عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقلت له: وکيف يکون ذلک؟