كانت فاطمة بنت أسد بمنزلة الاُمّ لرسول اللَّه











کانت فاطمة بنت أسد بمنزلة الاُمّ لرسول اللَّه



يستفاد من الاحاديث و التاريخ ان فاطمة بنت اسد اُمّ عليّ عليه السلام بمنزلة الاُمّ لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله و يحبّها حبّاً شديداً کما أنّها تحبّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أشدّ حبّاً، فاليک بعض ما ورد في هذا المجال:

1- قال الشيخ المفيد في (الإرشاد): واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف، وکانت کالاُمّ لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله ربّي في حجرها، وکان صلي الله عليه و آله شاکراً لبرّها، وآمنت به في الأوّلين، وهاجرت معه في جملة المهاجرين، ولمّا قبضها اللَّه تعالي إليه، کفّنها النبيّ صلي الله عليه و آله بقميصه ليدرأ به عنها هوامّ الأرض، وتوسّد في قبرها لتأمن بذلک ضغطة القبر، ولقّنها الإقرار بولاية ابنها أمير المؤمنين، لتجيب به عند المسألة بعد الدفن، فخصّها بهذا الفضل العظيم لمنزلتها من اللَّه عزّ وجلّ، ومنه صلي الله عليه و آله، والخبر بذلک مشهور.[1] .

2- قال العلّامة الإربلي في (کشف الغمّة): واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وکانت من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بمنزلة الاُمّ، ربّته في حجرها، وکانت من السابقات إلي الإيمان، وهاجرت معه إلي المدينة، وکفّنها النبيّ صلي الله عليه و آله بقميصه - الحديث.[2] .

3- قال ابن عبدالبرّ المالکي في (الاستيعاب): واُمّ عليّ بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهي أوّل هاشميّة ولدت لهاشمي، توفّيت مسلمة قبل الهجرة وقيل: إنّها هاجرت.[3] .

4- قال ابن الجوزي الحنفي في (تذکرة الخواصّ): وهي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أسلمت وهاجرت إلي المدينة، وتوفّيت بها سنة أربع من الهجرة، وشهد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله جنازتها، وصلّي عليها ودعا لها، ودفع لها قميصه فألبسها إيّاه عند تکفينها.[4] .

5- أيضاً: عن الزهري: وکان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يزورها ويقيل عندها في بيتها، وکانت صالحة.[5] .

6- و عنه أيضاً عن ابن عبّاس: وفيها نزلت «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَکَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَکَ» الآية[6] قال: وهي أوّل امرأة هاجرت من مکّة إلي المدينة ماشية حافية، وهي أوّل امرأة بايعت محمّداً رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بمکّة بعد خديجة.[7] .

7- و عنه أيضاً عن الزهري: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: «يحشر النّاس يوم القيامة عراة»، فقالت: واسوأتاه، فقال لها رسول اللَّه: «فإنّي أسأل اللَّه أن يبعثک کاسية»، قال: وسمعته يقول - أو يذکر - «عذاب القبر»، فقالت: واضعفاه، فقال: «إنّي أسأل اللَّه أن يکفيک ذلک».[8] .

8- قال ابن الصبّاغ المالکي في (الفصول المهمّة): اُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف تجتمع هي وأبو طالب في هاشم، أسلمت وهاجرت مع النبيّ صلي الله عليه و آله وکانت من السابقات إلي الإيمان بمنزلة الاُمّ من النبيّ صلي الله عليه و آله، فلمّا ماتت کفّنها النبيّ صلي الله عليه و آله بقميصه، وأمر اُسامة بن زيد وأبا أيّوب الأنصاري وعمر بن الخطّاب وغلاماً أسود فحفروا قبرها، فلمّا بلغوا لحدها حفره رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بيديه وأخرج ترابه، فلمّا اضطجع فيه، قال: «اللَّه الّذي يحيي ويميت، وهو حيٌّ لا يموت، اللّهمّ اغفر لاُمّي فاطمة بنت أسد، ولقّنها حجّتها، ووسّع عليها مدخلها بحقّ نبيّک محمّد والأنبياء الذين من قبلي، فإنّک أرحم الراحمين»، فقيل: يا رسول اللَّه، رأيناک وضعت شيئاً لم تکن وضعته بأحد قبلها؟ فقال: «ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنّة، واضطجعت في قبرها ليخفّف عنها من ضغطة القبر، إنّها کانت من أحسن خلق اللَّه صنعاً إليَّ بعد أبي طالب».[9] .

وروي العلّامة الجويني في (فرائد السمطين) نحوه.[10] .







  1. الإرشاد، ج 1، ص 5.
  2. کشف الغمّة - باب المناقب 82:1.
  3. الاستيعاب بهامش الإصابة 26:3.
  4. تذکرة الخواص: 20.
  5. المصدر السابق.
  6. سورة الممتحنة: 12.
  7. تذکرة الخواصّ: 20.
  8. المصدر السابق بعينه.
  9. الفصول المهمّة: 31.
  10. فرائد السمطين 328:1، ح 308.