حديث أنس بن مالك











حديث أنس بن مالک



1- روي ابن مردويه بسنده عن ثمامة بن عبداللَّه، عن أنس بن مالک: أنّ اُمّ سلمة صنعت لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله طيراً، فبعثت به إليه، فلمّا وضع بين يديه، قال: «اللّهمّ جئني بأحبّ خلقک إليک، يأکل معي من هذا الطائر»، فجاء عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال له أنس: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي حاجة!! فرجع عليّ عليه السلام. فدعا النبيّ صلي الله عليه و آله فقال: «اللّهمّ جئني بأحبِّ خلقک إليک يأکل معي من هذا الطائر»، فجاء عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال له أنس: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي حاجة!! فرجع عليّ عليه السلام.

واجتهد النبيّ صلي الله عليه و آله في الدعاء (و) قال: «اللّهمّ جئني بأحبِّ خلقک إليک وأوجههم عندک»، فجاء عليّ عليه السلام فقال له أنس: إنّ رسول اللَّه علي حاجة!! قال أنس: فرفع عليّ يده فوکز في صدري ثمّ دخل فلمّا نظر إليه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قام قائماً فضمّه إليه ( و) قال: «يا ربّ وإليَّ، يا ربّ وإليَّ ما أبطأ بک يا عليّ»؟ قال: «يا رسول اللَّه، قد جئت ثلاثاً کلّ ذلک يردّني أنس».

قال أنس: فرأيت الغضب في وجه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وقال: «يا أنس، ما حملک علي ردّه؟!»، قلت: يا رسول اللَّه، سمعتک تدعو، فأحببت أن تکون الدعوة في الأنصار!! قال: «لست بأوّل رجل أحبّ قومه، ولکن أبي اللَّه يا أنس إلّا أن يکون ابن أبي طالب».[1] .

2- و عن ابن المغازلي عن خالد بن عبيد، قال أنس بن مالک: بينا أنا يومٍ بباب النبيّ صلي الله عليه و آله إذ جاءه رجل بطبق مُغَطّي، فقال: هل من إذن؟ فقلت: نعم، فدخل فوضع الطبق بين يدي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وعليه طائر مشويّ، فقال: اُحِبُّ أن تملأ بطنک من هذا، يا رسول اللَّه.

قال: «غَطِّ عليه»، ثمّ شال يديه، فقال: «اللّهمّ أدخل علَيّ أحبَّ خلقک إليک يُنازعني هذا الطعام».

قال أنس: فلمّا سمعت ذلک، قلت: اللّهمّ اجعل هذه الدعوة في رجل من الأنصار، فخرجت أشوفُ رجلاً من الأنصار، بينا أنا کذلک إذ جاء عليّ عليه السلام، فقال: «هل من إذن»؟ فقلت: لا، ولم يحملني علي ذلک إلّا الحسد، فانصرف عليّ عليه السلام فجعلتُ أنظر يميناً وشمالاً هل من أنصاريّ فلم أجد، ثمّ عاد عليّ عليه السلام فقال: «هل من إذن»؟ فقلت: لا، انصرف. فنظرت يميناً وشمالاً ولا أنصاريّ إذ عاد عليّ عليه السلام فقال: «هل من إذن»؟ إذ نادي النبيّ صلي الله عليه و آله أن ائذن له، فدخل فجعل ينازع النبيّ صلي الله عليه و آله، فيومئذٍ ثبتت مودّة عليّ عليه السلام في قلبي.[2] .

3- و عنه أيضاً عن حميد الطويل، عن أنس بن مالک، قال: اُهدي إلي النبيّ نُحامةٌ مشويّة، فقال صلي الله عليه و آله: «اللّهمّ ابعث إليَّ أحبَّ خلقک إليک وإلي نبيّک يأکل معي من هذه المائدة».

قال: فأتي عليّ عليه السلام فقال: «يا أنس، استأذن لي علي رسول اللَّه».

قال: فقلت: النبيّ عنک مشغول! فرجع عليّ عليه السلام ولم يلبث إلّا قليلاً أن رجع، فقال: «يا أنس، استأذن لي علي النبيّ صلي الله عليه و آله».

فقلت: النبيّ عنک مشغول! فرجع، فلم يلبث إلّا قليلاً أن رجع: فقال: «يا أنس، استأذن لي علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فهممتُ أن أقول مثل قولي الأوّل والثاني، فسمع النبيّ صلي الله عليه و آله من داخل الحجرة کلام عليّ عليه السلام، فقال: «ادخل يا أبا الحسن، ما أبطأ بک عنّي؟»، قال: «جئت يا رسول اللَّه مرّتين وهذه الثالثة، کلّ ذلک يردّني أنس يقول: النبيّ عنک مشغول!!». فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «يا أنس، ما حملک علي هذا؟»، فقلت: يا رسول اللَّه، سمعت الدعوة فأحببت أن يکون رجلاً من قومي. فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «يا أنس کلّ يُحبُّ قومه».[3] .

4- روي ابن عساکر الشافعي عن محمّد بن سليم، عن أنس بن مالک، قال: اُهدي لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله طير مشويّ، فقال: «اللّهمّ أدخل علَيّ من تحبّه واُحبّه، يأکل معي من هذا الطير». فجاء عليّ بن أبي طالب فقلت: إنّ رسول اللَّه علي حاجة فرجع. ثمّ قال النبيّ صلي الله عليه و آله: «اللّهمّ أدخل مَن تحبّه واُحبّه، يأکل معي من هذا الطير»، فجاء عليّ بن أبي طالب، فقلت: إنّ رسول اللَّه علي حاجة فرجع، ثمّ قال النبيّ صلي الله عليه و آله: «اللّهمّ أدخل من تحبّه واُحبّه، يأکل معي من هذا الطير»، فجاء عليّ بن أبي طالب فقلت: إنّ رسول اللَّه علي حاجة!! فدفعني ودخل، فقال رسول اللَّه: «ما أبطأ بک يابن أبي طالب»؟ قال: «قد جئت ثلاث مرّات، کلّ ذلک يردّني أنس»، قال: «ما حملک علي هذا يا أنس؟»، قلت: يا رسول اللَّه، سمعتک تدعو، فأحببت أن يکون رجلاً من قومي، فقال رسول اللَّه: «لست بأوّل رجل أحبّ قومه».[4] .

5- و روي الجويني عن عبدالملک بن عمير، عن أنس، قال: اُهدي لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله طير فوضع بين يديه، فقال: «اللّهمّ إئتني بأحبّ خلقک إليک ليأکل معي، فجاء عليّ عليه السلام فدقّ الباب، فقلت: مَن ذا؟ فقال: «أنا عليّ»، فقلت: النبيّ صلي الله عليه و آله علي حاجة!! فرجع ثلاث مرّات کلّ ذلک يجي ء، فأقول له ذلک فيذهب! حتّي جاء في المرّة الرابعة، فقلت له مثل ما قلت في الثلاث مرّات. قال: فضرب الباب برجله فدخل، فقال النبيّ: «ما حسبک»؟ قال: «قد جئت ثلاث مرّات، کلّ ذلک يقول لي أنس: النبيّ علي حاجة! فقال صلي الله عليه و آله: «يا أنس، ما حملک علي ذلک»؟ قال: کنت اُحبّ أن يکون رجلاً من قومي.[5] .

6- و روي الترمذي بسنده عن السدّي، عن أنس بن مالک، قال: کان عند النبيّ صلي الله عليه و آله طيرٌ فقال: «اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقک إليک يأکل معي هذا الطير»، فجاء عليّ فأکل معه.[6] .

7- وروي القندوزي الحنفي، عن أبي بکر بن عمر بن بکير النجّار، عن أنس أنّه قال: قدمت امرأة من الأنصار للنبيّ صلي الله عليه و آله طيراً، وأکل لقمة، وقال: «اللّهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليک وإليّ» فأتي عليّ عليه السلام فضرب الباب، فقلت له: إنّه صلي الله عليه و آله علي حاجة، ثمّ أکل لقمة، وقال مثل ذلک، فضرب الباب عليّ، فقلت له: إنّه صلي الله عليه و آله علي حاجة، ثمّ ضرب عليّ عليه السلام ورفع صوته، فقال صلي الله عليه و آله: «يا أنس، افتح الباب»، فدخل عليّ. وقال لعليّ: «الحمد للَّه الّذي جعلک، فإنّي أدعو في کلِّ لقمة أن يأتيني اللَّه بأحبّ الخلق إليه وإليَّ فکنت أنت». قال عليّ: «إنّي ضربت الباب ثلاث مرّات، ويردّني أنس»، فقال صلي الله عليه و آله: «لم رددته؟» قلت: کنت اُحبُّ أن يأکل معک رجلٌ من الأنصار، فتبسّم وقال: «لا يلام الرجل علي حبّ قومه».[7] .

8- و عن الحاکم النيشابوري و ابن کثير عن ثابت البناني: أنّ أنس بن مالک کان شاکياً، فأتاه محمّد بن الحجّاج يعوده في أصحاب له، فجري الحديث حتّي ذکروا عليّاً عليه السلام فتنقصه محمّد بن الحجّاج، فقال أنس: مَن هذا؟ أقعدوني، فأقعدوه، فقال: يابن الحجّاج، لا أراک تنقص عليّ بن أبي طالب، والّذي بعث محمّداً صلي الله عليه و آله بالحقّ، لقد کنت خادم رسول اللَّه بين يديه، وکان کلّ يوم يخدم بين يدي رسول اللَّه غلام من أبناء الأنصار، فکان ذلک اليوم يومي، فجاءت اُمّ أيمن مولاة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بطير، فوضعته بين يدي رسول اللَّه. فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «يا اُمّ أيمن، ما هذا الطائر؟». قالت: هذا الطائر أصبته فصنعته لک.

فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «اللّهمّ جئني بأحبّ خلقک إليک وإليَّ يأکل معي من هذا الطائر»، وضرب الباب، فقال رسول اللَّه: «يا أنس، انظر من علي الباب»؟ قلت: اللّهمّ اجعله رجلاً من الأنصار، فذهبت فإذا عليّ بالباب. قلت: إنّ رسول اللَّه علي حاجة!! فجئت حتّي قمت مقامي فلم ألبث أن ضرب الباب، فقال: «يا أنس، انظر من عليّ الباب»؟ فقلت: اللّهمّ اجعله رجلاً من الأنصار، فذهبت فإذا عليّ عليه السلام بالباب.

قلت: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي حاجة!! فجئت حتّي قمت مقامي، فلم ألبث أن ضرب الباب فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «يا أنس، اذهب فأدخله، فلستَ بأوّل رجلٍ أحبّ قومه، ليس هو من الأنصار»، فذهبت فأدخلته، فقال: «يا أنس، قرّب إليَّ الطير»، قال: فوضعته بين يدي رسول اللَّه فأکلا جميعاً.

قال محمّد بن الحجّاج: يا أنس، کان هذا بمحضر منک؟ قلت: نعم، قال: اعطي باللَّه عهداً أن لا أنتقص عليّاً عليه السلام بعد مقامي هذا، ولا أعلم أحداً ينتقصه إلّا أشنت له وجهه.[8] .







  1. هامش تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 110:2.
  2. المناقب لابن المغازلي الشافعي: 173، ح 212.
  3. المصدر السابق: 156، ح 189.
  4. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 124:2، ح 629.
  5. فرائد السمطين 209:1، ح 165.
  6. سنن الترمذي 595:5، ح 3721.
  7. ينابيع المودّة: 203.

    وغير ذلک من الأخبار الّتي رواها الأصحاب والتابعين عن أنس وغيره، ومن أراد المزيد فليراجع: الإحقاق 318:5 إلي 368، وتاريخ دمشق لابن عساکر الشافعي - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 105:2 إلي 159.

  8. مستدرک الحاکم 131:3، والبداية والنهاية 351:7.