حديث أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب











حديث أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب



1- عن ابن عساکر الشافعي: بسنده عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: اُهدي لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله طيرٌ يقال له الحباري، فوضع بين يديه، وکان أنس بن مالک يحجبه، فرفع النبيّ صلي الله عليه و آله يده إلي اللَّه، ثمّ قال: «اللّهمّ إئتني بأحبّ خلقک يأکل معي من هذا الطير».

قال: فجاء عليّ عليه السلام فاستأذن، فقال له أنس: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي حاجة!! فرجع، ثمّ دعا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله الثانية، فجاء عليّ عليه السلام فاستأذن، فقال أنس: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي حاجة فرجع، ثمّ دعا الثالثة: فجاء عليّ عليه السلام فأدخله، فلمّا رآه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال: «اللّهمّ وإليَّ»، فأکل معه - الحديث.[1] .

2- وفي (البحار) عن (الاحتجاج) عن جعفر بن محمّد الصادق، عن آبائه، عن عليّ عليهم السلام، قال: «کنت أنا ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله في المسجد بعد أن صلّي الفجر، ثمّ نهض ونهضت معه، وکان إذا أراد أن يتّجه إلي موضع أعلمني بذلک، فکان إذا أبطأ في الموضع صرت إليه لأعرف خبره؛ لأنّه لا يتقارّ[2] قلبي علي فراقه ساعة. فقال لي: أنا متّجه إلي بيت عائشة، فمضي، ومضيت إلي بيت فاطمة عليهاالسلام، فلم أزل مع الحسن والحسين وهي وأنا مسروران بهما، ثمّ إنّي نهضت وصرت إلي عائشة، فطرقت الباب، فقالت لي عائشة: مَن هذا؟ فقلت لها: أنا عليٌّ، فقالت: إنّ النبيّ صلي الله عليه و آله راقد، فانصرفت. ثمّ قلت: النبيّ راقد وعائشة في الدار؟ فرجعت وطرقت الباب، فقالت لي عائشة: مَن هذا؟ فقلت: أنا عليٌّ. فقالت: إنّ النبيّ صلي الله عليه و آله علي حاجة، فانثنيت[3] مستحيياً من دقّي الباب، ووجدت في صدري ما لا أستطيع عليه صبراً فرجعت مسرعاً فدققت الباب دقّاً عنيفاً[4] فقالت لي عائشة: مَن هذا؟ فقلت: أنا عليٌّ. فسمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول لها: يا عائشة، افتحي الباب، ففتحت فدخلت، فقال لي: اُقعد يا أبا الحسن، اُحدّثک بما أنا فيه، أو تحدّثني بإبطائک عنّي؟ فقلت: يار سول اللَّه، حدّثني فإنّ حديثک أحسن.

فقال صلي الله عليه و آله: «يا أبا الحسن، کنت في أمر کتمته من ألم الجوع، فلمّا دخلت بيت عائشة وأطلت القعود ليس عندها شي ء تأتي به، مددت يدي وسألت اللَّه القريب المجيب، فهبط علَيّ حبيبي جبرئيل عليه السلام ومعه هذا الطير - ووضع إصبعه علي طائر بين يديه - فقال: إنّ اللَّه عزّ وجلّ أوحي إليَّ أن آخذ هذا الطير وهو أطيب طعام في الجنّة فآتيک به يا محمّد، فحمدت اللَّه کثيراً، وعرج جبرئيل، فرفعت يدي إلي السماء فقلت: اللّهمّ يسّر عبداً يحبّک ويحبّني يأکل معي هذا الطائر، فمکثت مليّاً فلم أرَ أحداً يطرق الباب، فرفعت يدي، ثمّ قلت: اللّهمّ يسّر عبداً يحبّک ويحبّني، وتحبّه واُحبّه يأکل معي هذا الطائر، فسمعت طرقک للباب، وارتفاع صوتک، فقلت لعائشة: أدخلي عليّاً، فدخلت، فلم أزل حامداً للَّه حتّي بلغت إليَّ؛ إذ کنت تحبّ اللَّه وتحبّني، ويحبّک اللَّه واُحبّک، فکل يا عليّ، فلمّا أکلت أنا والنبيّ صلي الله عليه و آله الطائر، قال لي: يا عليّ حدّثني. فقلت: «يا رسول اللَّه، لم أزل منذ فارقتک أنا وفاطمة والحسن والحسين مسرورين جميعاً، ثمّ نهضت اُريدک فجئت فطرقت الباب فقالت لي عائشة: مَن هذا؟ فقلت لها: أنا عليّ. فقالت: إنّ النبيّ راقد، فانصرفت، فلمّا صرت إلي الطريق الّذي سلکته رجعت فقلت: النبيّ راقد وعائشة في الدار؟! لا يکون هذا فجئت فطرقت الباب، فقالت لي: مَن هذا؟ فقلت: أنا عليّ، فقالت: إنّ النبيّ علي حاجة، فانصرفت مستحيياً، فلمّا انتهيت إلي الموضع الّذي رجعت منه أوّل مرّة وجدت في قلبي ما لم أستطع عليه صبراً، وقلت: النبيّ علي حاجة وعائشة في الدار؟! فرجعت فدققت الباب الدقَّ الّذي سمعته يار سول اللَّه، فسمعتک يا رسول اللَّه أنت تقول لها: أدخلي عليّاً»[5] - الحديث.







  1. تاريخ دمشق - الإمام عليّ بن أبي طالب 106:2، ح 610.
  2. تقارّ في المکان: سکن وثبت. وفي المصدر: «لا يتصابر».
  3. أي انصرفت.
  4. أي شديداً.
  5. بحار الأنوار 348:38.