وفاة أبي طالب











وفاة أبي طالب



قال ابن أثير في تاريخه: توفّي أبو طالب قبل الهجرة بثلاث سنين وذلک بعد خروجهم من الشِّعب، وکانت وفاته في شوّال، أو في ذي القعدة، وعمره بضع وثمانون سنة و کانت خديجة ماتت قبل أبي طالب عليهماالسلام بخمسة وثلاثين يوماً، وقيل: کان بينهما خمسة وخمسون يوماً، وقيل: ثلاثة أيّام، فعظمت المصيبة علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بوفاتهما، فقال صلي الله عليه و آله: ما نالت قريش منّي شيئاً أکرهه حتّي مات أبو طالب.[1] .

و بالجملة أن أبا طالب عليه السلام غادر الدنيا وقلبه مفعم بالإيمان باللَّه، وبنبوّة محمّد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وکيانه يطفح بالعقيدة برسالة السماء ونداء الإسلام، وأودع جثمانه الثري في مقبرة أبي طالب في مکّة، وبموته خيّم علي نبيّ الإسلام وأمير المؤمنين وجميع المسلمين الذين لم يبلغوا الخمسين ليل الغمّ والحزن، فقد خسروا حامياً لهم، ومدافعاً عنهم، ومضحّياً في سبيلهم، وبفقده - وکذا بفقد خديجة في تلک السنة - هُدّ رکن من أرکان الإسلام.

وأخيراً يعتبر مثل هذا الأب، بهذه الفضائل والمناقب، وفي عصر الکفر والإلحاد المظلم منقبة وفضيلة لولده عليّ عليه السلام، لا شکّ أنّه کان کذلک: «أشهد أنّک کنت نوراً في الأصلاب الشامخة، والأرحام المطهّرة، لم تنجّسک الجاهلية بأنجاسها، ولم تُلبسک من مدلهمّات ثيابها».







  1. الکامل في التاريخ لابن الأثير 507:1.