الهدف الحاصل من واقعة سدّ الأبواب إلّا بابه











الهدف الحاصل من واقعة سدّ الأبواب إلّا بابه



تعتبر فضيلة فتح باب عليّ عليه السلام في وقت أمر فيه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بسدّ کلّ الأبواب، من الفضائل الفريدة الّتي تميّز بها الإمام عليه السلام، ولعلّ السماح له عليه السلام بالعبور من مسجد (و هو في حالة الجنابة) يختص بالنبيّ صلي الله عليه و آله وعليّ عليه السلام. ولم يکن عليّ عليه السلام قد فُتح له بابُه أو سُمح له بالمرور في حال الجنابة نتيجة القرب النسبي من الرسول صلي الله عليه و آله؛ لأنّ حمزة سيّد الشهداء وعمّ الرسول أقرب منه إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، لکنّه لم يکن من المعصومين عليهم السلام، والظاهر من الروايات أنّ الإمام عليه السلام قد اکتسب هذه الفضيلة للياقته لها، ولقوّة نفسه، وسموّ روحه، فهو قرين رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في مثل هذه الفضائل، بل نفسه وتتمثّل فيه کلّ خصوصيّات الرسول إلّا النبوّة.

ومن هنا يتّضح لنا بشکل جليّ أنّ الهدف من سدّ الأبواب هو أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أراد أن يُفهم الآخرين ويعلمهم أنّ الإمام عليه السلام يمتلک خصوصيّات لا يمتلکها الآخرون، فبالنتيجة لا يصلح لمقام الوصاية والولاية والخلافة لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلّا من يمتلک مثل تلک الخصوصيّات الّتي يمتلکها عليّ عليه السلام.

ولقد جاء في بعض الأحاديث الواردة في هذا الباب الإشارة إلي منزلة هارون من موسي، ممّا يثبت الولاية والوصاية والخلافة لعليّ عليه السلام.