في معني الثَّقَل











في معني الثَّقَل



قال ابن الأثير في (النهاية) في الحديث: إنّي تارک فيکم الثقلين: کتاب اللَّه وعترتي» سمّاهما ثَقَلين؛ لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل، ويقال لکلّ خطير نفيس ثَقل، فسمّاهما ثَقَلين تعظيماً لقدرهما، وتفخيماً لشأنهما.[1] .

وقال في (مجمع البحرين): وفي حديث النبيّ صلي الله عليه و آله: «إنّي تارک فيکم الثقلين: کتاب اللَّه، وعترتي»، قيل: سمّيا بذلک لأنّ العمل بهما ثقيل، وقيل من الثَّقَل بالتحريک متاع المسافر، والثَّقَل الأکبر يراد به: الکتاب، والثقل الأصغر: العترة (عليهم السلام).[2] .

وفي (عبقات الأنوار): الثقل: المتاع المحمول علي الدابة، وإنّما قيل للإنس والجنّ: الثقلان؛ لأنّهما قطان الأرض، فکأنّهما ثقلاها، وقد شبّه بهما الکتاب والعترة؛ لأنّ الدين يستصلح بهما، ويعمر کما عمرت الدنيا بالثقلين، سمّاهما ثقلين لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل.[3] .

وفي (العيون): عن عليّ بن الفضل البغدادي، قال: سمعت أبا عمر صاحب أبي العبّاس تغلب، يسأل عن معني قوله صلي الله عليه و آله: «إنّي تارک فيکم الثقلين» لِمَ سُمّيا بالثَّقَلين؟ قال: لأنّ التمسّک بهما ثقيلٌ.[4] .

قال ابن حجر في (الصواعق): سَمّي النبيُّ صلي الله عليه و آله القرآن والعترة ثَقَلين لأنّ الثقل کلّ نفيس خطير ممنون به، وهذان کذلک؛ إذ کلّ منهما معدن للعلوم الدينيّة والأسرار العقليّة الشرعيّة، ولهذا حثّ علي الإقتداء والتمسّک بهما، وقيل: سُمّيا ثَقَلين لثقل وجوب رعاية حقوقها، ثمّ الّذي وقع عليهم الحثّ منهم إنّما هو العارفون بکتاب اللَّه والتمسّکون بسنّة رسول اللَّه؛ إذ هم الذين لا يفارقون الکتاب إلي الحوض وما أحقّهم بقول من قال:


هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا
أجابوا وإن اُعطوا أطابوا وأجزلوا


هم يمنعون الجار حتّي کأنّما
لجارهم فوق السماکين منزل[5] .







  1. النهاية 216:1، مادة (ثقل).
  2. مجمع البحرين 330:5.
  3. عبقات الأنوار 494:2، من المجلّد 12، ط. اصفهان.
  4. عيون أخبار الرضا عليه السلام 46:1، الباب 6، ح 25.
  5. الاتحاف بحبّ الأشراف: 6، عن ابن حجر في الصواعق، نقلاً عن الإحقاق 310:9.