توضيح و بيان من المجلسي
وقوله: «مات من يومه» اي يوم الدفع لا يوم الإقرار، و يحتمل تعلقه بهما، و يکون المراد الإقرار الظاهر الّذي اطّلع عليه غيره، هذا أظهر الوجوه عندي في حلّ الخبر و يحتمل وجوهاً اُخر: منها أن يکون المعني: «هل کان الرسول محجوجاً مغلوباً في الحجّة بسبب أبي طالب حيث قصّر في هدايته إلي الإيمان ولم يؤمن». فقال عليه السلام: «ليس الأمر کذلک؛ لأنّه کان قد آمن وأقرّ، وکيف لا يکون کذلک والحال أنّ أبا طالب کان من الأوصياء، وکان أميناً علي وصايا الأنبياء وحاملاً لها إليه صلي الله عليه و آله، فقال السائل: «هذا موجب لزيادة الحجّة عليهما حيث علم نبوّته بذلک ولم يقرّ»، فأجاب عليه السلام: «بأنّه لو لم يکن مقرّاً لم يدفع الوصايا إليه» الي آخر کلامه.[1] .
بيان: أي هل کان أبو طالب حجّة علي رسول اللَّه إماماً له؟ فأجاب عليه السلام بنفي ذلک، معلّلاً بأنّه کان مستودعاً للوصايا، دفعها إليه لا علي أنّه أوصي إليه وجعله خليفة له ليکون حجّة عليه، بل کما يوصل المستودع الوديعة إلي صاحبها. فلم يفهم السائل ذلک وأعاد السؤال، وقال: «دفع الوصايا مستلزم لکونه حجّة عليه؟»، فأجاب عليه السلام: «بأنّه دفع إليه الوصايا علي الوجه المذکور، وهذا لا يستلزم کونه حجّة، بل ينافيه.