حديث الثقلين في غدير خم











حديث الثقلين في غدير خم



1- روي الطبراني بسنده عن حذيفة بن اُسيد الغفاري، قال: لمّا صدر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من حجّة الوداع، نهي أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهنّ، ثمّ بعث إليهنّ فقمّ ما تحتهنّ من الشوک وعمد إليهنّ فصلّي تحتهنّ، ثمّ قال: فقال: «يا أيّها النّاس، إنّي قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمّر نبيّ إلّا نصف عمر الّذي يليه من قبله، وإنّي لأظنّ أنّي يوشک أن اُدعي فاُجيب، وأنّي مسؤول وإنّکم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون»؟ قالوا: نشهد أنّک قد بلّغت وجاهدت ونصحت، فجزاک اللَّه خيراً.

فقال: «أليس تشهدون أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّ جنّته حقّ، وناره حقّ، وأنّ الموت حقّ، وأنّ البعث حقّ بعد الموت، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ اللَّه يبعث مَن في القبور»؟ قالوا: بلي، نشهد بذلک، قال: «اللّهمّ اشهد».

ثمّ قال: «أيّها النّاس، إنّ اللَّه مولاي، وأنا مولي المؤمنين، وأنا أوْلي بهم من أنفسهم، فمن کنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليّاً عليه السلام - اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه».

ثمّ قال: «يا أيّها النّاس، إنّي فرطکم، وإنّکم تردون عليَّ، وإنّي سائلکم عن الثقلين، فانظروا کيف تخلفوني فيهما: الثقل الأکبر کتاب اللَّه عزّ وجلّ سبب طرفه بيد اللَّه، وطرفه بأيديکم، فاستمسکوا به لا تضلّوا ولا تبدّلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن ينقضا حتّي يردا علَيّ الحوض».[1] .

2- وفي (أرجح المطالب) عن اُمّ سلمة، قالت: أخذ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بيد عليّ بغدير خم، فرفعها حتّي رأينا بياض إبطيه، فقال: «من کنت مولاه فعليّ مولاه». ثمّ قال: «أيّها النّاس، إنّي مخلّف فيکم الثقلين: کتاب اللَّه، وعترتي، ولن يتفرقا حتّي يردا علَيّ الحوض.[2] .

3- وروي الحاکم النيشابوري بسنده عن أبي واثلة أنّه سمع زيد بن أرقم يقول: نزل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بين مکّة والمدينة عند شجرات خمس، دوحات عظام، فکنس النّاس ما تحتهنّ، ثمّ راح رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عشية فصلّي، ثمّ قال: «أيّها النّاس، إنّي تارک فيکم أمرين لن تضلّوا إن اتّبعتموهما، وهما: کتاب اللَّه وأهل بيتي عترتي». ثمّ قال: «أتعلمون إنّي أوْلي بالمؤمنين من أنفسهم»؟ ثلاث مرّات، قالوا: نعم، قال: «من کنت مولاه فعليّ مولاه».[3] .

4- و روي القندوزي الحنفي عن صحيح مسلم بإسناده عن يزيد بن حيّان، قال: انطلقت أنا وحُصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلي زيد بن أرقم، فلمّا جلسنا إليه، قال له حصين: لقد لقيت - يا زيد - خيراً کثيراً؛ رأيت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصلّيت خلفه، لقد لقيت - يا زيد - خيراً کثيراً. حدّثنا - يا زيد - ما سمعت من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

قال: يابن أخي، واللَّه لقد کبرت سنّي، وقدم عهدي، ونسيت بعض الّذي کنت أعي من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فما حدّثتکم فاقبلوا وما لا فلا تکلّفونيه، ثمّ قال: قام رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يوماً فينا خطيباً بماء يُدعي خُمّاً بين مکّة والمدينة، فحمد اللَّه تعالي وأثني عليه ووعظ وذکّر، ثمّ قال: «أمّا بعد، ألا أيّها النّاس، فإنّما أنا بشر يوشک أن يأتي رسول ربّي فاُجيب، وأنا تارک فيکم الثقلين: أوّلهما کتاب اللَّه تعالي فيه الهدي والنور، فخذوا بکتاب اللَّه واستمسکوا به - فحثّ علي کتاب اللَّه عزّ وجلّ ورغّب فيه - ثمّ قال: وأهل بيتي، اُذکّرکم اللَّه في أهل بيتي» - ثلاثاً -.[4] .







  1. المعجم الکبير: 157، نقلاً عن الإحقاق 337:9.
  2. أرجح المطالب: 338، عن الإحقاق 366:9.
  3. مستدرک الحاکم 109:3.
  4. ينابيع المودّة: 29، العبقات 414:1، من المجلّد 12، ط. اصفهان، والإحقاق 318:9.