عناية العلماء من العامّة والخاصّة بنقل حديث الثقلين











عناية العلماء من العامّة والخاصّة بنقل حديث الثقلين



لقد روي حديث الثقلين معظم علماء أهل السنّة في تفاسيرهم وفي صحاحهم، فرواه مسلم والترمذي في صحيحيهما، والإمام أحمد بن حنبل في مسنده، والثعلبي في تفسيره، وابن المغازلي في المناقب، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و... حتّي روي السيّد البحراني في (غاية المرام) تسعة وثلاثين حديثاً عن العامّة.

وأمّا عندنا نحن الإماميّة فمجمع عليه ومتّفق، وروي السيّد البحراني في (غاية المرام) في طرق أهل البيت عليهم السلام اثنين وثمانين حديثاً.[1] .

وقد خصّص العلّامة مير سيّد حامد حسين الهندي مجلّدين ضخمين - 11 و 12 من کتابه المسمّي (عبقات الأنوار) طبعة اصفهان - لنقل حديث الثقلين وطرقه ورواته من کتب أهل السنّة.

وفي (الصواعق المحرقة) قال: روي هذا الحديث (حديث الثقلين) عن بضعة وعشرين صحابيّاً، وورد من طرق صحيحة مقبولة، وهو من الأحاديث المتواترة، أجمع الحفّاظ علي القول بصحّته، وإليهم المرجع في ذلک.[2] .

وقال المفيد: ثمّ کان ممّا أکّد له من الفضل وتخصّصه منه بجليل رتبته ما تلا حجة الوداع من الأمور المتجدّدة لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله والأحداث الّتي اتّفقت بقضاء اللَّه وقدره؛ وذلک أنّه صلي الله عليه و آله تحقّق من دنوّ أجله ما کان قدّم الذِّکر به لاُمّته، فجعل صلي الله عليه و آله يقوم مقاماً بعد مقام في المسلمين يحذّرهم الفتنة بعده والخلاف عليه، ويؤکّد وصايتهم بالتمسّک بسنّته والإجماع عليها والوفاق، ويحثّهم علي الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة، والاعتصام بهم في الدين ويزجرهم عن الخلاف والارتداد، وکان فيما ذکره صلي الله عليه و آله من ذلک ما جاءت به الرواة علي اتّفاق وإجماع من قوله صلي الله عليه و آله: «أيّها الناس، إنّي فرطکم، وأنتم واردون عليَّ الحوض، ألا وإنّي سائلکم عن الثقلين فانظروا کيف تخلفوني فيهما، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّي يلقياني، وسألت ربّي ذلک فأعطانيه ألا وإنّي قد ترکتهما فيکم، کتاب اللَّه، وعترتي أهل بيتي، لا تسبقوهم فتفرّقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلکوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منکم.

أيّها النّاس، لا ألفينّکم بعدي ترجعون کفّاراً يضرب بعضکم رقاب بعض، فتلقوني في کتيبة کبحر السيل الجرّار، ألا وإنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام أخي ووصيّي يقاتل بعدي علي تأويل القرآن کما قاتلت علي تنزيله»، وکان صلي الله عليه و آله يقوم مجلساً بعد مجلس بمثل هذا الکلام ونحوه.[3] .







  1. غاية المرام: الباب 28 و 29 من المقصد الأوّل.
  2. القول الفصل 49:1، نقلاً عن الإحقاق 369:9.
  3. إرشاد المفيد 179: 1.