حديث الثقلين و إمامة الأئمّة وعصمتهم











حديث الثقلين و إمامة الأئمّة وعصمتهم



لا شکّ أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله جعل عترته الطاهرة عِدلاً للکتاب العزيز في هذه الأحاديث، وواضح أنّ التمسّک بالعترة الّتي جعلها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عِدلاً للقرآن الکريم هو الأخذ بأقوالهم وسنّتهم، فتکون أقوالهم وسنّتهم حجّة شرعيّة إلهيّة، والإعراض عن قولهم وسنّتهم إعراض عن اللَّه تعالي، ولهذا استشهد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشوري بهذه الأحاديث، کدليل علي تقدّمه علي القوم.

ودلّت أيضاً علي عصمتهم من الذنوب والخطأ؛ لمساواتهم عليهم السلام في الحديث بالقرآن الثابت صونه وحفظه من اللَّه تعالي بقوله: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»[1] علي أنّهم أحد الثقلين المخلّفين في النّاس، وجاء الأمر بالتمسّک بهم کالتمسّک بالقرآن، ولو کان الخطأ يقع منهم لما صحّ الأمر بالتمسّک بهم، کي لا يضلّ المرء کما لا يضلّ المتمسّک بالقرآن، ولو وقع منهم الذنب أو الخطأ لکان المتمسّک بهم في ضلال.

ودلّت أيضاً علي أنّ في اتّباعهم الهدي والنور کما في القرآن، ولو لم يکونوا معصومين لکان في اتّباعهم الضلال، ووصفهم أنّهم حبل ممدود من السماء إلي الأرض کالقرآن، وهو کناية عن أنّهم واسطة بين اللَّه تعالي وخلقه.







  1. سورة الحجر: 9.