نبذة من الأخبار في أنّ أهل البيت هو الصراط المستقيم











نبذة من الأخبار في أنّ أهل البيت هو الصراط المستقيم



ونذکر هنا نبذة من الروايات الّتي وردت في أنّ عليّاً عليه السلام، وکذا سائر الأئمّة المعصومين عليهم السلام، هم الصراط المستقيم، وهم الطريق إلي الحقّ المبين، وهم اُمناء اللَّه، ودعائم الإسلام، وهم أرکان الإيمان، وحجج اللَّه في خلقه، وهم مصابيح الدجي، ومنار الهدي، وهم المنهاج والسراج إلي اللَّه تعالي، وهم الجسور وقناطير النجاة من العذاب، والمسير إلي الجنّة، ليسلک القارئ المحترم طريقتهم عليهم السلام، ويهتدي بهديهم، ولا يتجاوز عن طريقتهم، لا إلي الشرق ولا إلي الغرب، لا إلي هذا ولا إلي ذاک؛ لأنّ طريقتهم هي المصداق الحيّ لما ورد في سورة الفاتحة، ووجب علينا أن نقوله في کلّ يوم وليلة عشر مرّات: «اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ × صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّآ لِّينَ».

وقد ذکر العلّامة البحراني في (غاية المرام) ثلاثة أحاديث من طرق العامّة، وأربعة وعشرون من طريق الخاصّة، وکذا ذکر صاحب الإحقاق وغيره عدّة أحاديث تصرّح بأنّ الصراط المستقيم هو محمّد والأئمّة المعصومون (صلوات اللَّه عليهم أجمعين)، نذکر هنا بعضها:

1- روي البحراني: عن تفسير (الثعلبي) في ذيل قوله تعالي: «اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ»، قال مسلم بن حيّان: سمعت أبا بريدة يقول: صراط محمّد وآله.[1] .

2- وفي (الإحقاق): قوله تعالي: «وَأَنَّ هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ»[2] فممّن ذکره أي أنّ هذه الآية في شأن عليّ بن أبي طالب عليه السلام: الشيرازي من أعيان العامّة، أسند إلي قتادة، عن الحسن البصري، في قوله تعالي: «هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً»، قال: يقول هذا طريق عليّ بن أبي طالب وذرّيّته طريق مستقيم، ودين مستقيم فاتّبعوه، وتمسّکوا به، فإنّه واضح لا عوج فيه.[3] .

3- و روي المجلسي عن (بصائر الدرجات): عن الثمالي، عن أبي عبداللَّه عليه السلام: «هَذا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ»[4] قال: «هو واللَّه عليّ عليه السلام، هو واللَّه الصراط والميزان».[5] .

4- وفي (تفسير العيّاشي) عن عبداللَّه بن سليمان، قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: قوله: «قَدْ جَاءَکُم بُرْهَانٌ مِن رَبِّکُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْکُمْ نُوراً مُبِيناً»[6] قال: «البرهان محمّد صلي الله عليه و آله، والنور عليّ عليه السلام»، قال: قلت له: «صِرَاطاً مُسْتَقِيماً»؟ قال: «الصراط المستقيم عليّ عليه السلام».[7] .

5- روي المجلسي عن (المناقب) عن ابن عبّاس: کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يحکم وعليّ عليه السلام بين يديه مقابله، ورجل عن يمينه ورجل عن شماله، فقال: «اليمين والشمال مضلّة، والطريق المستوي الجادّة ثمّ أشار بيده: «وإِنَّ هذا صِراطُ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ فَاتَّبِعُوه».[8] .

6- و عنه أيضاً عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: «قال النبيّ صلي الله عليه و آله لعليّ عليه السلام: يا عليّ، إذا کان يوم القيامة أقعد أنا وأنت وجبرئيل علي الصراط، فلا يجوز علي الصراط إلّا من کانت معه براءة بولايتک».[9] .

7- وفي (الإحقاق): عن إبراهيم الثقفي، بإسناده إلي أبي برده الأسلمي، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «وَأَنَّ هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِکُمْ عَن سَبِيلِهِ»:[10] «سألت اللَّه أن يجعلها لعليّ عليه السلام».[11] .

8- روي الاميني عن (الفرائد السمطين) عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ عليه السلام في قوله تعالي: «وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاکِبُونَ»[12] قال عليه السلام: «الصراط ولايتنا أهل البيت».[13] .

9- و عنه أيضاً عن (فرائد السمطين) في حديث عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قوله: «نحن خيرة اللَّه، ونحن الطريق الواضح، والصراط المستقيم إلي اللَّه».[14] .


وهم الصراط المستقيم
فوقه ناج وناکب[15] .


10- وفي (تفسير البرهان) عن (الفقيه) بإسناده إلي المفضّل بن عمر، قال: حدّثني ثابت الثمالي، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام: «ليس بين اللَّه وبين حجّته حجاب، ولا للَّه دون حجّته ستر، نحنُ أبوابُ اللَّه، ونحنُ الصراط المستقيم، ونحن عيبة علمه، ونحن تراجمة وحيه، ونحن أرکان توحيده، ونحن موضع سرّه».[16] .

11- وروي الحاکم الحسکاني عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعليّ بن أبي طالب: «أنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت يعسوب المؤمنين».[17] .

12- ورواه أيضاً عن جابر بن عبداللَّه، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «إنّ اللَّه جعل عليّاً وزوجته وابناه حجج اللَّه علي خلقه، وهم أبواب العلم في اُمّتي، من اهتدي بهم هُدي إلي صراط مستقيم».[18] .

13- و في (غاية المرام): عن إبراهيم بن محمّد الجويني، من أعيان علماء العامّة، بإسناده إلي أبي جعفر بن بابويه، بإسناده إلي أبي بصير، عن خيثمة الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعته يقول: «نحن جنب اللَّه، ونحن صفوته، ونحن خيرته، ونحن مستودع مواريث الأنبياء، ونحن اُمناء اللَّه عزّ وجلّ، ونحن حجّة اللَّه، ونحن أرکان الإيمان، ونحن دعائم الإسلام، ونحن من رحمة اللَّه علي خلقه، ونحن بنا يفتح اللَّه وبنا يختم، ونحن أئمّة الهدي، ونحن مصابيح الدجي، ونحن منار الهدي، ونحن السابقون ونحن الآخرون، ونحن العلم المرفوع للخلق، من تمسّک بنا لَحِقَ، ومن تأخّر عنّا غرقَ، ونحن قادة الغُرِّ المحجّلين، ونحن خيرة اللَّه، ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلي اللَّه، ونحن من نعمة اللَّه عزّ وجلّ علي خلقه، ونحن المنهاج، ونحن معدن النبوّة، ونحن موضع الرسالة، ونحن مختلف الملائکة، ونحن السراج لمن استضاء بنا، ونحن السبيل لمن اقتدي بنا، ونحن الهداة إلي الجنّة، ونحن عري الإسلام، ونحن الجسور والقناطر، من مضي عليها لم يسبق، ومن تخلّف عنها محق، ونحن السنام الأعلي، ونحنُ بنا ينزل اللَّه عزّ وجلّ الرحمة، وبنا يسقون الغيث، ونحن الذين بنا يصرف عنکم العذاب، فمن عرف حقّنا ويأخذ بأمرنا فهو منّا وإلينا».[19] .

وأنشأ الحميري في ذلک:


سمّاه جبّار السما
صراط حقّ فسما


فقال في الذِّکر ما
کان حديثاً يفتري


هذا صراطي فاتّبعوا
وعنهم لا تخدعوا


فخالفوا ما سمعوا
والخلف ممّن شرعوا


واجتمعوا واتّفقوا
وعاهدوا ثمّ التقوا


إن مات عنهم وبقوا
أن يهدموا ما قد بني[20] .


وله أيضاً:


عليٌّ ذا صراط هدي
فطوبي لمن إليه هدي[21] .


وله أيضاً:


وله صراط اللَّه دون عباده
من يهده يرزق تقيً ووقارا


في الکتب مسطور مجلّي باسمه
وبنعته فاسأل به الأحبارا[22] .







  1. غاية المرام: 244، باب 40، ح 2.
  2. سورة الأنعام: 153.
  3. الإحقاق 543:3.
  4. سورة الحجر: 41.
  5. البحار 363:35.
  6. سورة النساء: 174.
  7. تفسير العيّاشي 285:1، والبحار 363:35.
  8. البحار 366:35.
  9. البحار 70:8، ومناقب الخوارزمي: 229، تفسير نور الثقلين 22:1، ح 98.
  10. سورة الأنعام: 153.
  11. الإحقاق 543:3.
  12. سورة المؤمنون: 74.
  13. الغدير 311:2.
  14. الغدير 312:2، عن فرائد السمطين.
  15. المصدر السابق: 311.
  16. تفسير البرهان 51:1، ح 25، وتفسير نور الثقلين 22:1، ح 97، عن معاني الأخبار للشيخ الصدوق.
  17. شواهد التنزيل 58:1، ح 88 و 89.
  18. المصدر السابق: ح 89.
  19. غاية المرام: 246، باب 40 من المقصد الأوّل، ح 1.
  20. المناقب لابن شهرآشوب 74:3.
  21. المناقب لابن شهرآشوب 74:3.
  22. المناقب لابن شهرآشوب 74:3.