ما قاله المفيد في أنّ عليّاً هو الصراط المستقيم











ما قاله المفيد في أنّ عليّاً هو الصراط المستقيم



نقل المجلسي عن الشيخ المفيد: الصراط في اللغة هو الطريق، فلذلک سمّي الدين صراطاً؛ لأنّه طريق إلي الثواب، وله سمّي الولاء لأمير المؤمنين والأئمّة من ذرّيّته عليهم السلام صراطاً، ومن معناه قال أمير المؤمنين (ع: «أنا صرط اللَّه المستقيم، وعروته الوثقي الّتي لا انفصام لها»، يعني أنّ معرفته والتمسّک به طريق إلي اللَّه سبحانه. وقد جاء الخبر بأنّ الطريق يوم القيامة إلي الجنّة کالجسر تمرّ به النّاس، وهو الصراط الّذي يقف عن يمينه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وعن شماله أمير المؤمنين عليه السلام، ويأتيهما النداء من اللَّه تعالي: «أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ کُلَّ کَفَّارٍ عَنِيدٍ».[1] وجاء الخبر: «أنّه لا يعبر الصراط يوم القيامة إلّا من کان معه براءة من عليّ بن أبي طالب عليه السلام من النّار».

وجاء في الخبر بأنّ الصراط أدقّ من الشعرة، وأحدّ من السيف علي الکافر، والمراد بذلک أنّه لا يثبت لکافر قدم علي الصراط يوم القيامة من شدّة ما يلحقهم من أهوال القيامة ومخاوفها، فهم يمشون عليه کالذي يمشي علي الشي ء الّذي هو أدقّ من الشعرة، وأحدّ من السيف، وهذا مثل مضروب لما يلحق الکافر من الشدّة في عبوره علي الصراط، وهو طريق إلي الجنّة، وطريق إلي النّار، يسير العبد منه إلي الجنّة، ويري من أهوال النّار.

وقد يعبّر به عن الطريق المعوج، فلهذا قال اللَّه تعالي: «وَأَنَّ هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً»[2] فميّز بين طريقه الّذي دعا إلي سلوکه من الدين، وبين طريق الضلال، وقال تعالي فيما أمر عباده من الدعاء وتلاوة القرآن: «اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ»[3] فدلّ علي أنّ سواه صراط غير مستقيم، وصراط اللَّه دين اللَّه، وصراط الشيطان طريق العصيان، والصراط في الأصل علي ما بيناه هو الطريق، والصراط يوم القيامة هو الطريق للسلوک إلي الجنّة والنّار...[4] .







  1. سورة ق: 24.
  2. سورة الأنعام: 153.
  3. سورة الفاتحة: 6.
  4. البحار 70:8.