ما قاله ابن حزم الاندلسي











ما قاله ابن حزم الاندلسي



في خلال الأقاويل و الأکاذيب علي الشيعة، قال: لسنا من کذب الرافضة في تأويلهم «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَي حُبِّهِ مِسْکِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً» و إنّ المراد بذلک عليّ بن أبي طالب، قال: بل هذا لا يصحّ، بل الآية علي عمومها و ظاهرها لکلّ من فعل ذلک.[1] .

أقول في الجواب:

أوّلاً: أنّ کون مفهوم الآيات عامّاً لا ينافي نزولها في مورد خاصّ، فإنّ لکثير من الآيات القرآنيّة مفهوماً عامّاً شاملاً، لکنّ سبب نزولها مورد خاصّ يکون أتمّ وأکمل مصداق لها، والعجب من ابن حزم الّذي جعل کون مفهوم الآية عامّاً دليلاً علي نفي سبب نزولها.

وثانياً: أنّ مجرّد نسبة هذا التأويل إلي الشيعة وقذفهم بالکذب، ثمّ اتباع ذلک بعدم صحّة هذا التأويل لا يحطّ من کرامة الحديث الوارد في الآية الشريفة، وهو يعلم أنّ اُمّة کبيرة من أئمّة التفسير والحديث يروون ذلک، ويثبتونه مسنداً في مدوّناتهم، وإن کان لا يدري فتلک مصيبة.

وقد تري أنّ أبا محمّد العاصمي أفرد في ذلک کتاباً في مجلّدين سمّاه ب (زين الفتي في تفسير سورة هل أتي)، وهل يزعم هذا المغفّل المعاند أنّ اُولئک من الرافضة، أو يحسبهم جهلاء بشرائط صحّة الحديث؟ أم أنّه لا يعتدّ بکلّ ما وافق الرافضة وإن کان مخرّجاً بأصحّ الأسانيد؟







  1. الغدير 106:3 عن الملل و النحل.