منها سعيه في حفظ النبيي بعد قصّة بحيراء











منها سعيه في حفظ النبيي بعد قصّة بحيراء



و ممّا يدلّ علي ايمانه باللَّه و بالرسول سعيه لحفظ النبي صلي الله عليه و آله بعد قصة بحيراء الراهب. حيث انّه عليه السلام لمّا عرّفه بحيراء الراهب أمره قال: إنّه سيکون لابن أخيک هذا شأن، فارجع به إلي موضعه واحفظه، فلم يزل حافظاً له إلي أن أعاده إلي مکّة، وقد ذکر ذلک في شعره، وقال:


إنّ ابن آمنة النبيّ محمّداً
عندي بمثل منازل الأولاد


فأقرّ بنبوّته کماتري.

ومنها: لمّا رأي بحيراء الغمامة علي رأس رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال فيه:


فلمّا رآه مقبلاً نحو داره
يوقّيه حرّ الشمس ظلّ غمام


حَني رأسه شبه السجود وضمّه
إلي نحره والصدر أيّ ضمام


إلي أن قال:


وذلک من أعلامه وبيانه
وليس نهار واضح کظلام


فافتخاره بذلک وجعله من أعلامه دليل علي إيمانه.

و ايضاً: قوله في رجوعه من عند بحيراء وذکر اليهود:


فما رجعوا حتّي رأوا من محمّد
أحاديث تجلو غمّ کلّ فؤاد


وحتّي رأوا أحبار کلّ مدينة
سجوداً له من عصبة[1] وفراد


وهذا أدلّ دليل علي فرحه وسروره بمعجزاته وأخباره.[2] .







  1. العصبة: الجماعة.
  2. بحار الأنوار 139:35.