احتجاج المأمون علي الفقهاء بهذه الآيات في فضل عليّ











احتجاج المأمون علي الفقهاء بهذه الآيات في فضل عليّ



روي أحمد بن محمّد بن عبدربّه الأندلسي المالکي عن إسحاق بن إبراهيم - في حديث طويل[1] - ثمّ قال المأمون: يا إسحاق، هل تقرأ القرآن؟

قلت: نعم، قال إقرأ علَيّ: «هَلْ أَتَي عَلَي الْإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَکُن شَيْئاً مَذْکُوراً»، فقرأت منها حتّي بلغت: «يَشْرَبُونَ مِن کَأْسٍ کَانَ مِزَاجُهَا کَافُوراً» إلي قوله: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَي حُبِّهِ مِسْکِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً»، قال: علي رسلک، فيمن نزلت هذه الآيات؟ قلت: في عليّ عليه السلام، قال: فهل بلغک أنّ عليّاً حين أطعم المسکين واليتيم والأسير، قال: «إِنَّمَا نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ» [ قلت: أجل، قال:] وهل سمعت اللَّه وصف في کتابه أحداً بمثل ما وصف به عليّاً عليه السلام؟ قلت: لا، قال: صدقت لأنّ اللَّه جلّ ثناؤه عرف سيرته.[2] .

أقول: وهذه منقبة لها عند اللَّه محلّ کريم، وجودهم بالطعام مع شدّة الحاجة إليه أمرٌ عظيم، ولهذا تَتابَعَ وعده سبحانه في الآيات بأنواع الألطاف.







  1. تقدّم بعضه في فصل (عليّ عليه السلام أوّل من أسلم).
  2. العقد الفريد 96:5، وراجع الإحقاق 188:3.