سبب نزول آيات الأبرار











سبب نزول آيات الأبرار



في کثير من التفاسير وکتب الحديث والسِّير والتاريخ أنّ الآيات نزلت في حقّ الإمام عليّ وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين عليهم السلام.

قال شيخ الطائفة: روت الخاصّة والعامّة أنّ هذه الآيات نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فإنّهم آثروا المسکين واليتيم والأسير ثلاث ليالٍ علي إفطارهم، وطووا عليهم السلام ولم يفطروا علي شي ء من الطعام، فأثني اللَّه عليهم هذا الثناء الحسن، وأنزل فيهم هذه السورة، وکفاک بذلک فضيلة جزيلة تتلي إلي يوم القيامة، ثمّ قال: وهذا يدلّ علي أنّ السورة مدنيّة.[1] .

وعن الطبرسي في تفسيره، قال: قد روي الخاصّ والعامّ أنّ الآيات من هذه السورة «إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ» إلي قوله تعالي: «وَکَانَ سَعْيُکُم مَشْکُوراً»[2] نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجارية لهم تسمّي فضّة، وهو المرويّ عن ابن عبّاس ومجاهد وأبي صالح والقصّة طويلة جملتها أنّهم قالوا: مرض الحسن والحسين عليهماالسلام فعادهما جدّهما صلي الله عليه و آله ووجوه العرب، وقالوا: يا أبا الحسن، لو نذرت علي ولديک نذراً، فنذر صوم ثلاثة أيّام إن شفاهما اللَّه سبحانه، ونذرت فاطمة کذلک، وکذلک فضّة، فبرءا وليس عندهم شي ء، فاستقرض عليّ عليه السلام ثلاثة أصوع من شعير من يهوديّ، وروي أنّه أخذها ليغزل له صوفاً، وجاء به إلي فاطمة (سلام اللَّه عليها)، فطحنت صاعاً منها فاختبزته، وصلّي عليّ عليه السلام المغرب وقرّبته إليهم، فأتاهم مسکين يدعو لهم وسألهم فأعطوه، ولم يذوقوا إلّا الماء، فلمّا کان اليوم الثاني أخذت صاعاً فطحنته وخبزته وقدّمته إلي عليّ عليه السلام، فإذا يتيم في الباب يستطعمهم، فأعطوه ولم يذوقوا إلّا الماء، فلمّا کان اليوم الثالث عمدت إلي الباقي فطحنته واختبزته وقدّمته إلي عليّ عليه السلام، فإذا أسير بالباب يستطعم فأعطوه، ولم يذوقوا إلّا الماء.

فلمّا کان اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم أتي عليّ عليه السلام ومعه الحسن والحسين عليهماالسلام إلي النبيّ صلي الله عليه و آله وبهما ضعف، فبکي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ونزل جبرئيل بسورة هل أتي.[3] .







  1. تفسير التبيان 211:10.
  2. سورة الدهر 22:5.
  3. تفسير مجمع البيان 404:1. وروي نحوه العلّامة التستري في الإحقاق 157:3، عن الجمهور کافّة.