وروي الجويني بسنده عن عبّاد بن عبدالصمد أبي معمّر، عن أنس بن











وروي الجويني بسنده عن عبّاد بن عبدالصمد أبي معمّر، عن أنس بن مالک



قال: قعد العبّاس بن عبدالمطّلب وشيبة صاحب البيت (الکعبة) يفتخران، فقال له العبّاس: أنا أشرف منک، أنا عمّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، ووصيّ أبيه، وسقاية الحجيج لي. فقال له شيبة: أنا أشرف منک، أنا أمين اللَّه علي بيته وخازنه، أفلا ائتمنک کما ائتمنني؟ وهما في ذلک يتشاجران حتّي أشرف عليهما عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال له العبّاس: أفترضي بحکمه؟ قال: شيبة، نعم، قد رضيت، فلمّا جاءهما قال العبّاس: علي رسلک يابن أخي، فوقف عليّ عليه السلام، فقال له العبّاس: إنّ شيبة فاخرني، فزعم أنّه أشرف منّي. قال عليّ عليه السلام: «فماذا قلت أنت يا عمّاه؟»، قال: قلت له: أنا عمّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، ووصيّ أبيه، وساقي الحجيج، أنا أشرف منک، فقال لشيبة: «ماذا قلت له أنت يا شيبة؟»، قال: قلت له: بل أنا أشرف منک، أنا أمين اللَّه وخازنه، أفلا ائتمنک کما ائتمنني؟ قال: فقال لهما: «اجعلا لي معکما فخراً»، قالا: نعم، قال: «فأنا أشرف منکما، أنا أوّل من آمن بالوعيد من ذکور هذه الاُمّة، وهاجر وجاهد».

فانطلقوا ثلاثتهم إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فجثوا بين يديه، فأخبر کلّ واحد منهم بفخره، فما أجابهم النبيّ صلي الله عليه و آله بشي ء، فنزل الوحي بعد أيّام، فأرسل إلي ثلاثتهم فأتوه، فقرأ عليهم النبيّ صلي الله عليه و آله: «أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ کَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَيَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَيَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ × الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدَوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولئِکَ هُمُ الْفَائِزُونَ».[1] .







  1. فرائد السمطين 203:1، ح 159، وأخرجه السيوطي في (الدرّ المنثور) 219:3، عن أبي نعيم في فضائل الصحابة، وابن عساکر عن أنس، وأورده الأميني في الغدير 53:2 عن الطبري، عن أنس.