ما أورده ابن تيميّة











ما أورده ابن تيميّة



قال ابن تيميّة الحنبلي في کتابه المسمّي ب (منهاج السنّة): قد وضع بعض الکذّابين حديثاً مفتري أنّ هذه الآية: «إِنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا» نزلت في عليّ عليه السلام، لمّا تصدّق بخاتمه في الصلاة، وهذا کذب بإجماع أهل العلم، ثمّ استدلّ علي کذب القول به بأوهام وتفاهات طالما يکرّر أمثالها تجاه النصوص.

أمّا الجواب عنه:

قال العلّامة الأميني رحمه الله في جوابه ما ملخّصه: ما کنت أدري أنّ القحة تبلغ بالإنسان إلي أن يُنکر الحقائق الثابتة، ويزعم أنّ ما خرّجته الأئمّة والحفّاظ وأنهوا أسانيده إلي مثل أمير المؤمنين عليه السلام، وابن عبّاس، وأبي ذرّ، وعمّار، وجابر الأنصاري، وأبي رافع، وأنس بن مالک، وسلمة بن کهيل، وعبداللَّه بن سلام، ممّا قام الإجماع علي کذبه، فهو کبقيّة إجماعاته المدّعاة ليس له مقيل من مستوي الصدق.

إلي أن قال: أضف إلي ذلک: إخراج الحفّاظ وحملة الحديث له في مدوّناتهم مخبتين إليه، وفيهم من نصّ علي صحّته، فانظر إذن أين يکون مستوي إجماع ابن تيميّة؟!

وأين استقلّ اُولئک المجمعون من أديم الأرض، وذلک الحکم الفاصل، وإليک أسماء جمع ممّن أخرج الحديث أو أخبت إليه وهم: الواقدي في (ذخائر العقبي): 102، والصنعاني في (تفسير ابن کثير) 71:2، وعثمان بن أبي شيبة الکوفي في تفسيره، والإسکافي في رسالته الّتي ردّ بها علي الجاحظ، وأبو محمّد في تفسيره کما في (الدرّ المنثور)، والأشجع الکوفي في تفسيره، والنسائي صاحب السنن في صحيحه، والطبري في تفسيره 186:6 بعدّة طرق، والرازي کما في تفسير ابن کثير و (الدرّ المنثور) و (أسباب النزول) للسيوطي، والطبراني في (معجمه الأوسط)، وعبداللَّه بن محمّد الأنصاري في تفسيره، وأبو بکر الجصّاص الرازي في (أحکام القرآن) 542:2، عن عدّة طرق، وعليّ بن عيسي الرمّاني في تفسيره، والنيشابوري في (معرفة اُصول الحديث): 102، وأبو بکر الشيرازي في کتابه (فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه السلام، وابن مردويه الاصبهاني. - وعدّ العلّامة الأميني ستّة وستّون رجلاً من علماء العامّة - الّذين رووا أنّ آية «إِنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا»، نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فلا يبقي شکّ ولا مجال ترديد في أنّ الآية نزلت في أمير المؤمنين، وإيراد ابن تيميّة مزيّف مردود لا يُعتني به، ولا يخالج الشکّ في الآية أيّ عربي صميم مهما غالط وجدانه، وبسّط القول يتکفّله کتب أصحابنا في التفسير والکلام.[1] .







  1. راجع الغدير 155:3.