ايراد الزمخشري علي الاستدلال بالآية











ايراد الزمخشري علي الاستدلال بالآية



بقوله:

«وَهُمْ رَاکِعُونَ» الواو فيها للحال، والرکوع بمعني الخشوع والخضوع، أي: يعلمون ذلک في حال الرکوع، وهو الخشوع والإخبات والتواضع للَّه تعالي، إذا صلّوا وإذا زکّوا.[1] .

انتهي محلّ الشاهد من کلامه، وعلي هذا يکون معني الآية: ليس أولياؤکم اليهود والنصاري والمنافقين، بل أولياؤکم اللَّه ورسوله والمؤمنون الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزکاة، وهم في جميع هذه الأحوال خاضعون لساحة الربوبيّة بالسمع والطاعة، وإنّهم يؤتون الزکاة وهم فقراء معسرون.

وأقول في الجواب:

الرکوع وإن کان في اللغة بمعني مطلع الخشوع والخضوع، لکنّه صار في الشرع اسماً لرکوع الصلاة، کما أنّ الصلاة کان معناها في اللغة مطلق الدعاء، ولکنّها صارت في عرف المتشرّعة والشرع حقيقة لذات الأرکان، فقوله تعالي: «وَهُمْ رَاکِعُونَ» لا يصحّ أن يراد به وهم خاضعون؛ لأنّ الحقيقة الشرعيّة والعرفيّة مقدّمة علي الحقيقة اللغوية، ولم يستعمل في القرآن إلّا في ذلک المعني کقوله: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْکَعُوا لَا يَرْکَعُونَ»[2] «يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّکِ وَاسْجُدِي وَارْکَعِي مَعَ الرَّاکِعِينَ»[3] «الرَّاکِعُونَ السَّاجِدُونَ»[4] وغير ذلک من الآيات الکثيرة في القرآن المشتملة علي لفظ الرکوع الّذي هو رکوع الصلاة لا الخشوع والتواضع.

مضافاً إلي أنّ الروايات متکاثرة من طرق أهل السنّة والشيعة علي أنّ الآية نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام لمّا تصدّق بخاتمه وهو في الصلاة، کما مرّ نزر منها.







  1. تفسير الکشّاف 624:1.
  2. سورة المرسلات: 48.
  3. سورة آل عمران: 43.
  4. سورة التوبة: 112.