طرق الأحاديث الواردة في شأن نزول الآية











طرق الأحاديث الواردة في شأن نزول الآية



في المناقب لابن شهر آشوب قال: أجمعت الاُمّة أنّ هذه الآية نزلت في عليّ عليه السلام لمّا تصدّق بخاتمه وهو راکع، لا خلاف بين المفسّرين في ذلک، ذکره الثعلبي، والماوردي، والقشيري، والقزويني، والرازي، والنيسابوري، والفلکي، والطوسي، والطبري، في تفاسيرهم، عن السدّي، ومجاهد، والحسن، والأعمش، وعتبة بن أبي حکيم، وغالب بن عبداللَّه، وقيس بن الربيع، وعباية الربعي، وعبداللَّه بن عبّاس، وأبي ذرّ الغفاري، وذکره ابن الربيع في (معرفة اُصول الحديث) عن عبداللَّه بن عبيد اللَّه، عن عمر بن عليّ بن أبي طالب، والواحدي في (أسباب نزول القرآن)، عن الحلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، والسمعاني في (فضائل الصحابة)، عن حميد الطويل، عن أنس، وسلمان بن أحمد في (معجمه الأوسط)، عن عمّار، وأبو بکر البيهقي في (المصنّف)، ومحمّد الفتّال في (التنوير)، وفي (الروضة) عن عبداللَّه بن سلام، وأبي صالح، والشعبي، ومجاهد، وزرارة بن أعين، عن محمّد بن عليّ، والنطنزي في (الخصائص) عن ابن عبّاس، و(الإبانة) عن الفلکي، عن جابر الأنصاري، وناصح التميمي وابن عبّاس، والکلبي في روايات مختلفة الألفاص متّفقة المعاني.

ثمّ قال: وفي (أسباب النزول) عن الواحدي أنّ عبداللَّه بن سلام أقبل ومعه نفر من قومه، وشکوا بُعد المنزل عن المسجد وقالوا: إنّ قومنا لمّا رأونا أسلمنا رفضونا ولا يکلّمونا ولا يجالسونا ولا يناکحونا، فنزلت هذه الآية، فخرج النبيّ صلي الله عليه و آله إلي المسجد، فرأي سائلاً فقال: «هل أعطاک أحد شيئاً؟»، قال: نعم، خاتم فضّة،... قال صلي الله عليه و آله: «من أعطاکه؟»، قال: أعطانيه هذا الراکع [ وأشار إلي عليّ بن أبي طالب عليه السلام].[1] .

و روي المجلسي: عن السيّد ابن طاووس في کتاب (سعد السعود): رأيت في تفسير محمّد بن العبّاس بن عليّ بن مروان أنّه روي نزول آية «إِنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا» الآية[2] في عليّ عليه السلام من تسعين طريقاً بأسانيد متّصلة کلّها، أو جلّها من رجال المخالفين لأهل البيت عليهم السلام.[3] .

وقاله أيضاً ما ملخّصه: أنّ الآية نازلة في عليّ عليه السلام، وعليه إجماع المفسّرين، وقد رواها الزمخشري والبيضاوي والرازي في تفاسيرهم مع شدّة تعصّبهم، وکثرة اهتمامهم في إخفاء فضائله عليه السلام؛ إذ کان هذا في الاشتهار کالشمس في رائعة النهار، فإخفاء ذلک ممّا يکشف الأستار عن الّذي انطوت عليه ضمائرهم الخبيثة من بغض حيدر الکرّار.[4] .







  1. المناقب لابن شهرآشوب 2:3.
  2. سورة المائدة: 54.
  3. البحار 201:35.
  4. المصدر السابق: 205.