نماذج من الأخبار











نماذج من الأخبار



نشير هنا إلي بعض الروايات کنموذج لما جاء في هذا الباب من أحاديث، لکي يزال بها - إن شاء اللَّه - ما يختلج أذهان البعض، ولکي يزدادوا مودّة لذوي القربي، واعتقاداً بأنّ ذوي القربي في الآية الکريمة، إنّما هم أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام.

وقد وردت في ذلک روايات من طرق أهل السنّة، وتکاثرت الأخبار من طرق الشيعة کما مرّ بعضها علي تفسير الآية بمودّة عترة النبيّ صلي الله عليه و آله من أهل بيته عليهم السلام وموالاتهم، وتؤيّده الأخبار المتواترة عن طريق الفريقين الدالّة علي وجوب موالاة أهل البيت ومحبّتهم عليهم السلام، وفيما يلي بعضها الاُخر:

1- قال العلّامة التستري في (الإحقاق): قوله تعالي: «قُل لَا أَسْأَلُکُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي».[1] روي الجمهور في الصحيحين وأحمد بن حنبل في مسنده، والثعلبي في تفسيره، عن ابن عبّاس رحمه الله، قال: لمّا نزلت: «قُل لَا أَسْأَلُکُمْ» الآية، قالوا: يا رسول اللَّه، من قرابتک الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال: «عليّ وفاطمة وابناهما»، ووجوب المودّة يستلزم وجوب الطاعة.[2] .

نقل عن الإمام الشافعي في وجوب إطاعتهم عليهم السلام شعراً وهو قوله:


يا أهل بيت رسول اللَّه حبّکم
فرض من اللَّه في القرآن أنزله


کفاکم من عظيم القدر أنّکم
من لم يصلِّ عليکم لا صلاة له[3] .


2- روي الحافظ الکنجي الشافعي بسنده عن جابر بن عبداللَّه، قال: جاء أعرابي إلي النبيّ صلي الله عليه و آله وقال: يا محمّد، اعرض عليَّ الإسلام؟ فقال: «تشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وحده لا شريک له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله». قال: تسألني عليه أجراً؟ قال: «لا، إلّا المودّة في القربي». قال: قرابتي أو قرابتک؟ قال صلي الله عليه و آله: «قرابتي»، قال: هات اُبايعک، فعلي مَن لا يحبّک ولا يحبّ قرابتک لعنة اللَّه، فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «آمين».[4] .

3- روي محيي الدين بن عربي في تفسيره: أنّ الآية (آية المودّة) لمّا نزلت، قيل: يا رسول اللَّه، مَن قرابتک هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال صلي الله عليه و آله: «عليّ وفاطمة والحسن والحسين وأبناؤهما».[5] .

4- وفي (الغدير): أخرج أحمد في المناقب وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والواحدي والثعلبي وأبو نعيم والبغوي في تفسيره، وابن المغازلي في المناقب، بأسانيدهم عن ابن عبّاس، قال: لمّا نزلت هذه الآية قيل: يا رسول اللَّه، من قرابتک هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ فقال: «عليّ وفاطمة وابناهما».[6] .

5- وفي (الدرّ المنثور): أخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «لا أسألکم عليه أجراً إلّا المودّة في القربي، أن تحفظوني في أهل بيتي وتودّوهم بي».[7] .

6- وفيه أيضاً: وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: لمّا نزلت هذه الآية «قُل لَا أَسْأَلُکُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي»، قالوا: يا رسول اللَّه، مَن قرابتک هؤلاء الذين وجبت مودّتهم؟ قال صلي الله عليه و آله: «عليّ وفاطمة وولداها».[8] .

7- وفيه أيضاً: عن ابن جرير، عن أبي الديلم، قال: لمّا جي ء بعليّ بن الحسين عليهماالسلام أسيراً فاُقيم علي درج دمشق، قام رجل من أهل الشام، فقال له عليّ بن الحسين: «أقرأت القرآن؟»، قال: نعم، قال: «أقرأت آل حم؟»، قال: لا، قال: «أما قرأت «قُل لَا أَسْأَلُکُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي»؟»، قال: فإنّکم لأنتم هم؟ قال عليه السلام: «نعم».[9] .

8- و روي الطبرسي عن کتاب (شواهد التنزيل لقواعد التفضيل) مرفوعاً إلي أبي اُمامة الباهلي، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «إنّ اللَّه تعالي خلق الأنبياء من أشجار شتّي، وخُلقت أنا وعليّ من شجرة واحدة، فأنا أصلها، وعليّ فرعها، (وفاطمة لقاحها)، والحسن والحسين ثمارها، وأشياعنا أوراقها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنها هوي، ولو أنّ عبداً عبداللَّه بين الصفا والمروة ألف عام، ثمّ ألف، ثمّ ألف عام، حتّي يصير کالشنّ البالي، ثمّ لم يدرک محبّتنا أکبّه اللَّه علي منخريه في النّار، ثمّ تلا: «قُل لَا أَسْأَلُکُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي».[10] .

9- وفيه أيضاً: وروي زاذان عن عليّ عليه السلام، قال: «فينا في آل حم آية لا يحفظ مودّتنا إلّا کلّ مؤمن»، ثمّ قرأ هذه الآية: «قُل لَا أَسْأَلُکُمْ...»، وإلي هذا أشار الکميت في قوله:


وجدنا لکم في آل حم آية
تأوّلها مِنّا تقيٌّ ومُعرب[11] .


10- روي البخاري، بسنده عن عبدالملک بن ميسرة، قال: سمعت طاووساً، عن ابن عبّاس أنّه سئل عن قوله: «إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي»، فقال سعيد بن جبير: قربي آل محمّد.[12] .

11- وروي أبو جعفر الطبري، عن سعيد بن جبير «إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي»، قال: هي قربي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.[13] .

12- وروي الحاکم النيسابوري بسنده عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام، قال: خطب الحسن بن عليّ النّاس حين قتل عليّ عليه السلام، فحمد اللَّه وأثني عليه... إلي أن قال: «وأنا من أهل البيت الذين أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وأنا من أهل البيت الذين افترض اللَّه مودّتهم علي کلّ مسلم، فقال تبارک وتعالي لنبيّه صلي الله عليه و آله: «قُل لَا أَسْأَلُکُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً»، فاقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت».[14] .

13- عن أبي الطفيل، قال: خطبنا الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فحمد اللَّه وأثني عليه، وذکر أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام خاتم الأوصياء، ووصيّ الأنبياء، وأمين الصدّيقين والشهداء، ثمّ قال: أنا ابن النبيّ، أنا ابن الداعي إلي اللَّه بإذنه، أنا ابن السراج المنير، وأنا ابن الّذي اُرسل رحمة للعالمين، وأنا من أهل البيت الذين أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وأنا من أهل البيت الذين افترض اللَّه تعالي مودّتهم وولايتهم، فقال فيما اُنزل علي محمّد: «قُل لَا أَسْأَلُکُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي»».[15] .

وفي لفظ الحافظ الزرندي في (نظم درر السمطين): قال الحسن بن عليّ عليه السلام: «وأنا من أهل البيت الذين کان جبريل عليه السلام ينزل فينا ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الّذي افترض اللَّه تعالي مودّتهم علي کلّ مسلم، وأنزل اللَّه فيهم: «قُل لَا أَسْأَلُکُمْ عَلَيْهِ أَجْراً...»».[16] .







  1. سورة الشوري: 23.
  2. الإحقاق 2:3.
  3. مسند أحمد بن حنبل 323:6.
  4. الکفاية للکنجي: 90.
  5. تفسير القرآن 432:2.
  6. الغدير 307:2. ورواه محبّ الدين الطبري في الذخائر: 25، والزمخشري في الکشّاف 339:2، والجويني في الفرائد، والنيشابوري في تفسيره، وابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول: 8 وصحّحه، والرازي في تفسيره، وأبو السعود في تفسيره (هامش تفسير الرازي) 665:7، وأحمد بن حنبل في فضائل الصحابة: 218، مخطوط، نقلاً عن الإحقاق 2:3، وأبو حيّان في تفسيره 516:7، والنسفي في تفسيره (هامش تفسير الخازن) 99:4، والحافظ الهيثمي في المجمع 168:9، وابن الصبّاغ المالکي في الفصول المهمّة: 12، والحافظ الکنجي في الکفاية: 31، والقسطلاني في المواهب، وغير ذلک.
  7. تفسير الدرّ المنثور 7:6.
  8. تفسير الدرّ المنثور 7:6.
  9. تفسير الدرّ المنثور 7:6.
  10. تفسير مجمع البيان 28:9، وفي شواهد التنزيل 140:2، ح 837.
  11. مجمع البيان 29:9.
  12. صحيح البخاري 5-502:6 ، باب 467، ح 1245.
  13. تفسير الطبري 16:25.
  14. المستدرک 172:3.
  15. شرح ابن أبي الحديد 11:4، والهيثمي في مجمع الزوائد 146:9، وابن الصبّاغ المالکي في الفصول المهمّة: 166، والکنجي في الکفاية: 32، وغيرهم، نقلاً عن الغدير 308:2، ومقاتل الطالبيّين: 32.
  16. الغدير 309:2.