اجر الرسالة هو مودّة ذي القُربي











اجر الرسالة هو مودّة ذي القُربي



إنّ التشريع الديني إنّما يکون من الخالق العزيز، وليس لأحد الحقّ في وضع القوانين والشرائع؛ إذ إنّ القانون الإلهي هو الّذي يضمن السعادة البشرية، وهذا القانون لا يمکن أن يصل بلا واسطة، بل لا بدّ من وجود الأنبياء کواسطة بين الخالق والمخلوق، ولا بدّ للرسول أن يبذل قصاري جهده في سبيل تطبيق هذا الدين وإعلاء کلمة اللَّه تعالي، وأن يتحمّل أشکال الأذي في سبيل هذا الهدف المقدّس.

وقد تحمّل الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله أنواع الأذي، وبذل الدماء، وتحمّل ظلم قومه، والهجرة من الوطن، وتحمّل أعباء نشر الدين الإسلامي، حتّي أنّه کان يشارک المسلمين بسيفه في الغزوات والفتوحات، کلّ ذلک من أجل إسعاد البشرية، ولعلّ هذا کان سبباً في قدوم الأنصار علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

ومن الطبيعي أنّهم إنّما فعلوا ذلک من أجل تقوية دين الإسلام، ولهذا قال لهم الرسول صلي الله عليه و آله وفقاً لمنطوق القرآن: «قُل لَا أَسْأَلُکُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي»، فأجري هو محبّة أهل البيت، وهذه المحبّة تعود إلي النّاس بالهداية والإرشاد؛ لأنّ الاقتداء بأهل البيت هو الاقتداء بالإسلام الأصيل، وفي الحديث المروي في (ينابيع المودّة) عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام أنّه قال في قوله تعالي: «قُلْ مَا سَأَلْتُکُم مِن أَجْرٍ فَهُوَ لَکُمْ»[1] يقول: «الأجر الّذي هو المودّة في القربي الّتي لم أسألکم غيرها فهي لکم تهتدون بها، وتسعدون بها، وتنجون من عذاب اللَّه يوم القيامة».[2] .







  1. سورة سبأ: 47.
  2. ينابيع المودّة: 106.