ما رواه علماء الإماميّة











ما رواه علماء الإماميّة



و ما رواه علماء الامامية عن المعصومين عليهم السلام کثيرة جداً و نشير الي بعض منها رعاية للاختصار:

منها: ما رواه عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسيره ذيل آية: «إِنَّ مَثَلَ عِيسَي عِندَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ» إلي قوله: «فَمَنْ حَاجَّکَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ» بسنده عن عبداللَّه بن سنان، عن أبي عبداللَّه عليه السلام: «أنّ نصاري نجران لمّا وفدوا علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وکان سيّدهم الأهتم والعاقب والسيّد، وحضرت صلاتهم، فأقبلوا يضربون بالناقوس وصلّوا، فقال أصحاب رسول اللَّه: هذا وفي مسجدک؟ فقال صلي الله عليه و آله: «دعوهم»، فلمّا فرغوا دنوا من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فقالوا: إلي ما تدعون؟ فقال: «إلي شهادة أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّي رسول اللَّه، وأنّ عيسي عبد مخلوق يأکل ويشرب ويحدث». قالوا: فمن أبوه؟ فنزل الوحي علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: قل لهم ما تقولون في آدم، أکان عبداً مخلوقاً يأکل ويشرب وينکح؟ فسألهم النبيّ صلي الله عليه و آله فقالوا: نعم. فقال: «فمن أبوه»؟ فبهتوا، فبقوا ساکتين، فأنزل اللَّه: «إِنَّ مَثَلَ عِيسَي عِندَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ کُن فَيَکُونُ».

وأمّا قوله: «فَمَنْ حَاجَّکَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ» إلي قوله: «فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَي الْکَاذِبِينَ»، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «فباهلوني، فإن کنتُ صادقاً اُنزلت اللعنة عليکم، وإن کنتُ کاذباً نزلت عليَّ»، فقالوا: أنصفت، فتواعدوا للمباهلة، فلمّا رجعوا إلي منازلهم، قال رؤساؤهم: السيّد والعاقب والأهتم: إن باهلنا بقومه باهلناه، فإنّه ليس بنبيّ، وإن باهلنا بأهل بيته خاصّة فلا نباهله، فإنّه لا يقدم علي أهل بيته إلّا وهو صادق، فلمّا أصبحوا جاءوا إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فقال النصاري: من هؤلاء؟ فقيل لهم: هذا ابن عمّه، ووصيّه، وختنه عليّ بن أبي طالب، وهذه بنته فاطمة، وهذان ابناه الحسن والحسين عليهم السلام، فعرفوا وقالوا لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «نعطيک الرضي فأعفنا من المباهلة، فصالحهم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي الجزية، وانصرفوا».[1] .

و منها: ما في (تفسير نور الثقلين) عن (روضة الکافي) بسنده عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: «يا أبا الجارود، ما يقولون لکم في الحسن والحسين عليهماالسلام؟» قلت: ينکرون علينا أنّهما ابنا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله. قال: «فبأيّ شي ء احتججتم عليهم؟». قلت: احتججنا عليهم بقول اللَّه تعالي لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَکُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَکُمْ» - الحديث.[2] .

و منها: ما رواه عن (عيون أخبار الرضا عليه السلام) في باب ذکر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والاُمّة، وهو حديث طويل: وفيه قالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللَّه تعالي الاصطفاء في الکتاب؟

فقال الرضا عليه السلام: «فسّر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موطناً وموضعاً، - إلي أن قال: - وأمّا الثالثة حين ميّز اللَّه الطاهرين من خلقه، فأمر نبيّه صلي الله عليه و آله بالمباهلة بهم في آية الابتهال، فقال عزّ وجلّ: يا محمّد، «فَمَنْ حَاجَّکَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَکُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَي الْکَاذِبِينَ»، فأبرز النبيّ صلي الله عليه و آله عليّاً والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام، وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معني قوله: «وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَکُمْ»؟» قالت العلماء: عني به نفسه.

قال أبو الحسن عليه السلام: «غلطتم، إنّما عني به عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وممّا يدلّ علي ذلک قول النبيّ صلي الله عليه و آله حين قال: لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً کنفسي، يعني عليّ بن أبي طالب، وعني بالأبناء الحسن والحسين، وعني بالنساء فاطمة عليهم السلام، فهذه خصوصيّة لا يتقدّمهم فيها أحد، وفضل لا يلحقهم فيه بشر، وشرف لا يسبقهم إليه خلق؛ إذ جعل نفس عليّ کنفسه».[3] .

و منها: ما رواه الصدوق في باب جمل من أخبار موسي بن جعفر عليهماالسلام مع هارون الرشيد: لمّا قال له: کيف تکونون ذرّيّة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وأنتم أولاد ابنته؟ - وهو حديث طويل - ذکر فيه أدلّة کثيرة منها: قول اللَّه تعالي: «فَمَنْ حَاجَّکَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَکُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَي الْکَاذِبِينَ»[4] ولم يدّع أحد أنّه أدخل النبيّ صلي الله عليه و آله تحت الکساء عند المباهلة للنصاري إلّا عليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فکان تأويل قوله تعالي: «أَبْنَاءَنَا» الحسن والحسين عليهماالسلام، «وَنِسَاءَنَا» فاطمة عليهاالسلام، «وَأَنفُسَنَا» عليّ بن أبي طالب عليه السلام. علي أنّ العلماء قد أجمعوا علي أنّ جبرئيل عليه السلام قال يوم اُحد: يا محمّد، إنّ هذه لهي المواساة من عليّ، قال: لأنّه منّي وأنا منه، فقال جبرئيل: وأنا منکما يا رسول اللَّه».[5] .







  1. تفسير القمّي 104:1.
  2. تفسير نور الثقلين 348:1.
  3. تفسير نور الثقلين 349:1.
  4. سورة آل عمران: 61.
  5. عيون أخبار الرضا عليه السلام 68:1، وکذا في تفسير نور الثقلين 348:1.